في ظرف أسبوعين فقط، أعلنت السلطات الأمنية المغربية عن تفكيك خليتين، واحدة في طنجة شمال المغرب وأخرى جنوب البلاد، يشتبه في موالاة أعضائهما لتنظيم الدولة الإسلامية، وسط تساؤلات عن المخاطر الإرهابية التي قد تكون تخيم على المغرب.
فمنذ عام 2002، فككت الأجهزة الأمنية المغربية أكثر من ألفي خلية “إرهابية” وأوقفت ما يزيد عن 3500 شخص في إطار قضايا مرتبطة بـ”الإرهاب”، وفق أرقام نشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية في شباط/فبراير المنصرم، وهو عدد شهد ارتفاعا منذ ذلك الوقت. وقد كانت جل تلك الخلايا في صدد التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف منشآت أو أشخاص.
ويؤكد محمد بنحمو رئيس الفيدرالية الإفريقية للأمن السيبراني، أن “شبح الإرهاب لا زال يتهدد المغرب على غرار العديد من الدول وأنه من الخطأ الاعتقاد بأن أفول بعض التنظيمات الإرهابية في بعض المناطق هو نهاية لها. فالتنظيمات الإرهابية لا زالت تنشط وتعيد هيكلة وتنظيم نفسها وتستقطب وتجند بعض المنتسبين لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنيت. وتفكيك الخلايا هو دليل على استمرار نشاطها في شكل خلايا نائمة وذئاب منفردة يتم تأطيرها وتجنيدها عن بعد”.
ويؤكد بنحمو الذي يشغل أيضا منصب مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أن الأنترنيت بات يشكل أحد الأدوات الأساسية التي يتم استغلالها في عمليات التجنيد، وتجد فيه النفوس المنتمية للفكر المتطرف العنيف سبلا للاستفادة من خبرة تلك التنظيمات لإعداد كل ما يمكن اعتباره أدوات للفتك واستعمالها في أعمال إرهابية.
mcd