قال المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، الخميس، إن حادثة المروحة عام 1827 التي صفع فيها الداي حسين، القنصل الفرنسي واتخذت ذريعة للإحتلال تعد دليلا تاريخيا حول وجود دولة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي عكس ما قاله إيمانويل ماكرون.
وقال ستورا في برنامج حواري على قناة “أل سي بي” البرلمانية الفرنسية، كل التلاميذ في فرنسا يدرسون حادثة المروحة الشهيرة، والتي تعني أن فرنسا كانت لديها قناصلة بالجزائر عبر سنوات طويلة.
وحسب المتحدث، فكلام الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون وبعده اليميني روبار مينار، حول عدم وجود دولة أو أمة جزائرية قبل الاستعمار، غير دقيق، وأن الدايات في العهد العثماني كانت لهم استقلالية التسيير ولا يرجعون في كل شيء إلى الباب العالي بتركيا.
والخميس 7 أكتوبر 2021، أكد مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، عبد القادر دحدوح، أنّ تاريخ الأمة الجزائرية يعود إلى 2.4 مليون سنة.
وأبرز دحدوح في حوار خصّ به موقع الإذاعة الجزائرية، عراقة تاريخ الجزائر الذي لا يمتدّ إلى 700 ألف سنة مثلما كان رائجًا، بل يعود إلى نحو مليوني ونصف سنة، في تأكيد لأبحاث تاريخية موثّقة أحالت على استقطاب الجزائر لأمهات الحضارات القديمة.
وقال دحدوح إنّ هيئته لا تهتمّ فقط بحماية التراث الوطني، بل تتكفل أيضًا بصيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بها وتقديمها وفق رؤية وقراءة جزائرية، وليس كما ظلّ يسوّق له الاستعمار الفرنسي الذي كان يحاول اظهار كل ما هو روماني بيزنطي كولونيالي، على حساب أهم مراحل الأمة الجزائرية.
وأشار مدير ديوان الممتلكات الثقافية إلى أنّ تصريحات الرئيس الفرنسي هي “تغليط وتصريح ينمّ عن مدى تجذّر الفكر الاستعماري الذي لازال لم يفارق الفرنسيين، بحسب دحدوح الذي شدّد: “عندما ننظر الى التاريخ، لا نستغرب، لأنّ الاستعمار الفرنسي كرّس الدونية منذ احتلاله الجزائر”.
وأضاف مدير الديوان: “تاريخ الجزائر أعمق بكثير من تاريخ فرنسا ذاتها، وحتى كتابات الفرنسيين أنفسهم تؤكد ذلك”، مشيرًا إلى أنهم حاولوا قدر الامكان إبراز إرث المرحلة الرومانية وما يتصّل بها من كتابات لاتينية لتضخيم تاريخ فرنسا القديم، محاولين طمس أي بعد ثقافي حضاري فني في التراث الجزائري خلال تلك المرحلة، حتى أنّهم يطلقون على الضريح الملكي بتيبازة، مسمى “قبر الرومية”، وذلك تضليل لا يمتّ بأي صلة إلى الرومان.
الشروق