مهما كانت القوة العسكرية متطورة بسلاحها وعتداها، إلا أن هناك جوانب تدعم استمرارها وتفرض سيطرتها على أرض الميدان، وهذه الجوانب هي قوة التخطيط العسكري والسياسي، فبدون العقل المدبر لن تكون هناك قوة صامدة أمام عدو غادر ويمتلك ترسانة عسكرية فتاكة.
الهيمنة الأمريكية في المنطقة تسعى من خلال الأنظمة التي تزرعها إلى إيجاد بيئة لا تعادي إسرائيل بل تقف الى جانبها وتساعدها، ولوضع اليد على ثروات ومقدرات الشعوب. معتمدة على سياسة “فرق تسد”، فتشغل شعوب المنطقة في أزمات داخلية ولا تخرجهم من الصراعات الطائفية.تتبادل أطراف محور المقاومة خبراتها الميدانية والمدنية بشكل مكثّف، وقد اكتسبت بفضل عملها الميداني المشترك قدرات جديدة أهمها القدرة على التنسيق في أعمال واسعة على الجبهات، كما شكّل الميدان ساحة امتزاج ثقافي وإداري وسياسي عميق، يتميّز “محور المقاومة” بقادة يملكون الكاريزما الكافية لجذب الناس إلى قضيتهم من جهة، ويملكون من الحنكة والدراية والإخلاص للقضية، ويتميز محور المقاومة بشخصيات منفتحة تراعي الاختلافات والتمايزات، ما يمكنهم من جعل المحور متماسكًا في طريق واضح.
فقوى المقاومة تردع الاحتلال منذ سنوات طويلة، وتشكل لصناع القرار مصدر صداع في الدوائر الأمنية الإسرائيلية، فالجيش الإسرائيلي الذي يوصف بأنه “الرابع في العالم وأقوى جيوش المنطقة يعجز أمام أناس مؤمنين بالله ثم بالوحدة.ما يجري في هذه الأيام في فلسطين المحتلة تاريخي ومهم جدًا، فمحور المقاومة جاد ومخلص ومستعد لأعلى مستوى من التضحيات، وليس مستعدا للخضوع وهدفه واضح في تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، المقاومة تمتلك اليوم أسلحة متطورة تستطيع أن ترد فيها على أي اعتداء صهيوني، وهذا الأمر يبشر بأن الآتي أعظم وهو زوال هذا الكيان، فنحن نرى أن التطور يشمل أيضا القوة الشعبية والتي لا تثق بالعدو وهي تقف بجانب المقاومة.