تستعد مدينة كربلاء العراقية لاستقبال الملايين من زوار الإمام الحسين (ع) تزامنا مع اقتراب ذكرى الأربعين الحسيني، لقد ترك استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) والثلة الطيبة من أهل بيته وأنصاره معه في واقعة كربلاء في سنة 61 للهجرة النبوية، آثارا وانعكاسات دينية وسياسية واجتماعية وأدبية وثقافية وفكرية في تاريخ العرب والمسلمين، ولاتزال أصداؤها متوهجة وملهمة ونابضة بالحياة حتى يومنا هذا.
القضية الحسينية متجذرة في الوجدان الإيماني للمسلمين، الكثير من العلماء والشخصيات الدينية والسياسية تحدثوا عن عظمة زيارة الأربعين وعن آثارها الإيجابية في توحيد المسلمين وترابط صفوفهم.
إن لثورة كربلاء وزيارة الأربعين أقوال عظيمة كشفت حقد الأعداء، فعندما نقرأ عن شخصيات من عدة أديان وصفت ثورة كربلاء بالملحمة العظيمة التي علمت البشرية كيف نواجه الظالمين وندافع عن المظلومين.
تسير قافلة الزائرين قاصدين مرقد سيد الشهداء عليه السلام، تحت الرعاية الأمنية واستقبال أهالي العراق الكرام، ومن يرى تلك الحشود الغفيرة يدرك عظمة هذا اليوم ويدرك معنى الولاء والعشق الحسيني.
وقد قال الآثاري الإنكليزي وليم لوفتس: لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة.
وقال المستشرق الألماني ماربين:
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
وقال المفكر المسيحي انطوان بارا لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.
قال الزعيم الهندي غاندي لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.
نحن الآن أمام امتحان عظيم وهو اختيار الطريق السليم والصحيح الذي رسمه لنا سيد الشهداء، أمام كل التحديات الصعبة، وهذا ما يجعلنا نتمسك أكثر بالعشق الحسيني ومدرسة عاشوراء العظيمة.