عندما تمر علينا ذكرى سنوية لأحد الشهداء الأبرار نستذكر شيئا مهما وهو أن دماء هذا الشهيد اختلطت بالارض التي نحن نحيا فيها، فهو قدم أغلى الأثمان لنبقى نحن على ارضنا بكرامة وعزة، لا يمكن أن نوفي حقوق أي قطرة دم سقطت من أجلنا ومن أجل تحرير أسرنا من الاستعمار، لا يمكن فهم عظمة الشهادة كما فهمها الشهيد الذي ترك كل شيء للالتحاق بدرب الفائزين.
تحلّ علينا في هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الفريق قاسم سليماني، قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني والذي استشهد برفقة الحاج أبو مهدي المهندس، خلال زيارةٍ إلى العاصمة العراقية بغداد بعد استهداف طائرات الاحتلال الأميركية للسيارة التي كانا يستقلانها.
لقد كان الشهيد القائد قاسم سليماني مشرفاً على جميع جهود قوة القدس، من ناحية التدريب وتطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى إشرافه المباشر على عمليات نقل الأسلحة وتهريبها إلى قطاع غزة المحاصرة حصاراً مطبقاً، من خلال عمليةٍ معقدةٍ ومتعدّدة الأقطار.
اللواء قاسم سليماني قدّم الكثير لفلسطين من دعمٍ معنويٍّ وماديٍّ وتدريبي، وكرّس حياته للقدس وفلسطين، وكان في مقدمة انشغالاته تطوير قدرات المقاومة والمقاومين. وفي ذكرى استشهاده السنوية، نتقدّم بالتحيّة إلى كلّ أولئك الصادقين المخلصين الذين عاشوا واستشهدوا من أجل الله تعالى، واضعين نصب أعينهم تحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
رحمك الله يا حاج قاسم ورحم جميع الشهداء الأبرار والمخلصين، تحية لدمائكم الزكية والطيبة وتحية لذكراكم العطرة، أنتم مدرسة ننتهل منها العلوم والكرامة، أنتم عبدتم طريق العزة لنا وللأجيال القادمة، مهما فعلنا لا نستطيع ان نوفي حقوقكم، لأن مرتبتكم اعظم من أن يدركها البشر.