سياسي مغربي، من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب. شغل منصب وزارة التعاون ووزارة العدل، كما ترأس البرلمان.
دخل البرلمان منذ حقبة حكم الرئيس الفرنسي «شارلي ديجول»، وآوته قُبة المؤسسة التشريعية منذ أن كان الرئيس الأمريكي «جون كيندي» في الحكم، ولايزال برلمانيًا حتى الآن بعد فوزه، للمرة التاسعة على التوالي، بمقعده المعتاد في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالمغرب، للسابع من أكتوبر (تشرين الثاني) 2016.
إنه «عبد الواحد الراضي»، أقدم برلماني وأقدم معمر سياسي في العالم، لم ينافسه في الإصرار على البقاء في الكرسي السياسي، سوى الرئيس الكوبي السابق «فيديل كاسترو» الذي آثر التنحي، بينما الراضي لا يزال يواصل مسيرته الخالدة تحت قبة البرلمان.
ولد بمدينة سلا وتابع بها دراسته الابتدائية، انتقل بعدها إلى الرباط وحصل على الباكالوريا والتحق بجامعة السوربون بباريس لمتابعة دراسته الجامعية.
بين 1958 و1960 انتخب كاتبا عاما لفدرالية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا، حيث كان يتابع دراسته العليا. كما كان من مؤسسي ومسؤولي كنفدرالية طلبة شمال إفريقيا.
انتخب عضوا في المجلس الوطني للاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1962 ثم عضوا في لجنته الإدارية عام 1967.
وانتخب عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ 1989. وفي سنة 2003، انتخب نائبا للكاتب الأول للحزب، ثم كاتبا أولا للحزب خلال المؤتمر الوطني الثامن للحزب سنة 2008.
عندما ولج قبة البرلمان المغربي لأول مرة سنة 1963، وُصف عبد الواحد الراضي حينها بكونه أصغر نائب في تاريخ المغرب، لكنه تحوّل اليوم إلى أقدم برلماني في العالم، لم يُهزم أبدًا في أي استحقاقات تشريعية على مدى 53 سنة إلى الآن، ولا يزال بقاؤه في البرلمان مستمرًا، بعد أن نجح في الظفر بمقعده البرلماني المعتاد، في الانتخابات التشريعية لعام 2016.
رغم الانتقادات الواسعة، التي تطاله بسبب أقدميته الغابرة في قبة البرلمان، إلا أنه يأبى اعتزال كرسيه السياسي وإفساح المجال للآخرين، كما يفعل سياسو العالم عادة بعد إمضائهم فترة من الزمن، وهو الأمر الذي يجعله مادة دسمة للسخرية من قبل رواد الشبكات الاجتماعية.
ويبدو أن عبد الواحد الراضي ليس الوحيد في عائلة «آل الرياضي» المغرم بالكرسي البرلماني، إذ حصل ابن أخيه أيضًا، «ياسين الراضي»، على مقعد بمجلس النواب عن دائرة «الغرب»، باسم حزب الاتحاد الدستوري، خلال الانتخابات الأخيرة للمرة الثانية على التوالي، بعد أن دخل البرلمان لأول مرة سنة 2011 وهو في عمر 21 سنة.
قد يرى البعض أن عبد الواحد الراضي، يُمثل أزمة العمل السياسي والحزبي في المغرب، إذ بالرغم من انتمائه لحزب اشتراكي، إلا أنّه حرص جاهدًا على جمع أملاك فلاحية، تُقدّر بآلاف الهكتارات، فضلًا عن نضاله عشرات السنين للحفاظ على كُرسيّه.