بنيت غدامس في واحة وسميت “لؤلؤة الصحراء” وهي إحدى أقدم المدن التي قامت في حقبة ما قبل الصحراء وخير مثال على الموئل التقليدي. وتتميز هندستها المنزلية بتوزيعها الوظائف المختلفة على مختلف الطبقات: الطبقة الأرضية لتخزين المؤونة، والطبقة العائلية تشرف على ممرات مسقوفة مموهة تسمح بتنقل تحت الأرض تقريبًا في المدينة وشرفات مكشوفة مخصصة للنساء. وجدت منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ 10000سنة احتلها القرطاجنيون سنة 795ق.م ثم احتلها الرومان سنة 19ق.م وافتتحها العرب بقيادة عقبة بن نافع سنة 42هـ.
وصفها كثير من الجغرافيين والرحالة العرب فصاحب كتاب الاستبصار وصفها في القرن السادس الهجري بقوله ” مدينة غدامس” مدينة لطيفة قديمة أزلية، واليها ينسب الجلد الغدامسي. وبها دوامس وكهوف كانت سجونا للملكة الكاهنة التي كانت بأفريقية، وهذه الكهوف من بناء الأولين، فيها غرائب من البناء والأزاج المعقودة تحت الأرض ما يحار الناظر إليها إذا تأملها، تنبئ أنها ملوك سالفة وأمم دراسة، والكمأة تعظم بتلك البلاد حتى تتخذ فيها اليرابيع والأرانب أجحارا. وذكر ياقوت الحموى في كتابة معجم البلدان بأن في وسطها عينا أزلية وعليها أثر بنيان عجيب رومى يفيض الماء فيها، ويقسمه أهل البلدة بأقساط معلومة لا يقدر أحد يأخذ أكثر من حقه وعليها يزرعون ويقصد ياقوت بذلك عين الفرس.
ترتبط مدينة غدامس بالعاصمة طرابلس بطريق بري يمتد لمسافة 600 كم ويمر تحت جبل نفوسة وهي السلسلة الجبلية الممتدة من الخمس إلى نالوت ويوجد بالقرب من المدينة مهبط للطائرات (مطار محلي) تربطها رحلات دورية مع مدينة طرابلس وسبها.
صنّفت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة “اليونسكو” غدامس القديمة مدينة تاريخية ومحمية من قبل المنظمة، وقد كانت غدامس قديماً واحدة من أشهر المدن الأفريقية الشمالية التي لعبت دورا تجارياً مهماً بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى بكونها محطة للقوافل، ودخل الإسلام غدامس سنة 44 هجرية على يد الفاتح الصحابي عقبة بن نافع الفهري. وكانت الديانتان المسيحية واليهودية هما السائدتين قبل الإسلام والدلائل كثيرة على وجود هذه الديانات الإبراهيمية منها وجود قبيلة قديمة تنحدر من بني وليد تحمل اسم يوشع وهو اسم مقدس ذكر في سفر يوشع في العهد القديم يقول بروكوبيوس القيصري “توجد هنا أيضاً مدينة تسمى غدامس، وفيها يعيش المور الذين كانوا متسالمين مع الرومان منذ غابر الأزمان وقد كسب الأمبراطور جستنيان هؤلاء جميعاً واعتنقوا العقيدة النصرانية طوعاً ويسمى هؤلاء (Pacati)، لأن بينهم وبين الرومان معاهدة سلام دائمة” ومور هو أحد الأسماء التي وصف بها الليبيين الاصليين
من أبرز التواريخ الخاصة بغدامس :سنة 667م دخل المسلمون إلى مدينة غدامس بقيادة عقبة بن نافع.
القرن الثامن الميلادي بلغت مدينة غدامس ذروة مجدها كنقطة تجارية للقوافل المارة عبر الصحراء
القرن السادس عشر خضعت غدامس لسيطرة الحكم العثماني في تونس.
القرن الثامن عشر خضعت غدامس لسيطرة الحكم العثماني في ليبيا
1914م وصل الإيطاليون إلى غدامس بعد احتلال ليبيا باربع سنوات
1924م سيطر الإيطاليون سيطرة تامة على مدينة غدامس
1940م خضعت مدينة غدامس للسيطرة الفرنسية وذلك بعد الحرب العالمية الثانية وتضررت المدينة القديمة كثيرا من جراء ذلك.
1951م تم تسليم مدينة غدامس من الحكومة التونسية إلى الحكومة الليبية.
1955م مغادرة آخر جندي فرنسي لمدينة غدامس.
1981 بدأت العائلات بمغادرة مدينة غدامس القديمة إلى المدينة الحديثة.
10) تعرض سكان غدامس من الطوارق لإبادة وتهجير قسري من مدينتهم غدامس عام 2012 م، ففي خضم أحداث 17 من فبراير، وما صاحبها من انفلات أمني وانتشار للسلاح والميليشيات، قامت ميليشيا مدعومة من قبل عضو المجلس الوطني الانتقالي ناصر المانع بالهجوم على غدامس، وقتلت المدنيين الطوارق العزل، وهجرت من بقي منهم على قيد الحياة. وإزاء هذه الأحداث كان موقف الدولة الليبية ممثلا برئاسة أركان الجيش الليبي أن حملت مسؤولية الهجوم الذي تعرضت له مدينة غدامس، إلى تشكيل عسكري غير نظامي معروف باسم المجلس العسكري للمنطقة الغربية، وأمرت بإحالة الملف إلى المدعي العسكري للوقوف على الحقائق واتخاذ الإجراءات اللازمة، إلا أن هذه التحقيقات لم يصدر عنها شيء. وبعد هذه الإبادة والتهجير القسري نزح الطوارق بشكل شبه تام من مدينتهم غدامس، إلى خيم بالصحراء الفاصلة بين غدامس ودرج الليبيتين اللتين تبعدان عن بعضهما نحو 100 كم فيما وصل عدد كبير منهم إلى درج.
من أهم مقومات مدينة غدامس السياحة حيث تشتهر المدينة بطبيعتها الصحراوية والعديد من الشواهد الاثارية على الحضارة التي كانت قائمة بهذه المدينة، هذا بالإضافة لعدة صناعات تقليدية كصناعة السعف والمشغولات اليدوية.
يوجد في مدينة غدامس مطارين:
مطار غدامس القديم : ويعتبر من المطارات القديمة في ليبيا، حيث تم إنشاءه في فترة الاحتلال الفرنسي.
مطار غدامس الحديث : وهو معد لاستقبال الطائرات الصغيرة والكبيرة، وبه عدة مهابط.