موقع المغرب العربي الإخباري :
والاصح علينا ان نسال ما هو موقف الغرب و نتنياهو من هذا الاقتراح الامريكي الذي حاصرته حماس بالموافقة عليه وماذا سيكون رد حكومة نتنياهو على هذه المقترحات؟
والسؤال الاكثر “الحاحا” هل حقا انصاع بايدن لشروط حماس؟
وهنا علينا ان نجيب على السؤال الثاني لكي نستنبط الجواب لتلك الاسئلة، فأننا امام حالة جديدة فرضتها مرحلة ما بعد 7 أكتوبر ٢٠٢٣ في ميزان الصراع العربي الصهيوني الذي يبين وضوح واكتمال ابعاد المقاومة الفلسطينية التي تمثلت بصمودها ودقت تخطيطيها مما جعل الكيان المحتل وامريكا وحلفائهم في حالة تخبط زادت مع ازدياد ردود الافعال الدولية اتجاه الكيان المحتل والذي ارادها ان تكون حرب ابادة جماعية للفلسطينيين في غزة ، وهذا عزز فقدان ثقة العالم بهذا الكيان ” كدولة” ديمقراطية كانت تؤيدها كافة اطياف المجتمع الامريكي والغربي الى “دولة ” تسفك الدماء ، وتهجر الابرياء وتفرض حصار يتضرع منه جوعا الشيخ والطفل والمرأة ، وظن من ظن في بداية المعارك ان ميزان القوى سيرجح كفتة نحو امريكا ومن تحالف معها وهكذا استنفر الكيان المحتل قواته لاقتناص فرصته التي كان ينتظرها في الانقضاض على غزة وانهاء مقاومتها ورمي من تبقى من شعبها في البحر، وتلك سياسة العدو التي كان يصرح بها في بداية المعركة حتى تجلت الصورة وعندها فقد العدو ومن تحالف معه سيطرته على ادارة المعركة فبدأت تظهر المفاوضات والمبادرات ووسط هذا الضجيج بين مؤيد لإبادة شعب فلسطين وصارخ ضده انتهت الامور الى ان تتجلى الصورة الحقيقة للكيان المحتل في معركة كانت غزة هي المنتصرة فأعطت شروطها وكانت هي بنود التفاوض التي اعتمدها بايدن في مبادرته المعلنة يوم ٣١/٥/2024 ، وهنا علينا ان نفخر بأبطال غزة الذين غيروا مسار الحرب وغيروا استراتيجيتها التي انتهجتها بالعامل مع هذه الحرب التي تعتبر اطول حرب في تاريخ الصراع الصهيوني العربي وكذلك تعتبر الحرب الوحيدة التي خطط لها وقادها ابناء فلسطين العربية فكانت نتيجتها انها استطاعت ان تحرك الدنيا ضد امريكا وكيانها المحتل لتأتي مقترحات بايدن في 31/5/2024 مطابقة لمقترحات حماس التي قدمتها قبل اسابيع لوقف اطلاق النار والجلوس للمفاوضات ، وهذا يعني ان المنتصر هو من يضع شروطه وعلى الخاسر في تلك الحرب الانصياع الى تلك الشروط وهذا ما حصل وما سيحصل ، فكانت حرب وثقت نتائجها نحو غزة ، حتى تلاشت شروط نتنياهو التي كان ينادي بها اثناء تلك الاشهر المباركة من عمر طوفان الاقصى ، فبعد ان كان المطلب الرئيسي القضاء على حماس وتهميش المقاومة الفلسطينية اصبح بايدن ينادي بمقترحات حماس وكذلك حلفائهم من الغرب فجميعهم ادركوا انهم في مازق كبير امام هذا الكم الهائل من الاصرار والشجاعة في اتخاذ القرار فتحول كل ما هو مطروح قبل اشهر في ادراج الريح واصبحت امريكا وحلفائها يدركون انهم قد دخلوا في “الوحل ” الذي لا خروج منه وقبل ان يسقطهم نتنياهو اسقطتهم حماس في فخ حرب لا يمكن ان يكون المنتصر فيها الكيان المحتل او حلفائه فاختار العم بايدن ان يحافظ فقط على ماء وجهه بدل ان ينساق وراء مغامرة رئيس وزراء الكيان المحتل .
لقد تقاطعت المصالح فأصبحت مصلحة امريكيا امام مشهدين كلاهما مازق فرضته غزة في طوفانها .
اما ما يحدث في الكيان المحتل بعد ان اعلن بايدن مقترحاته ، فان حكومة نتنياهو اصبحت تتأرجح في ريح غزة حيث اعلن بن غفير وسموتريتش اعتراضهما على مقترحات بايدن واعلنوا تهديدهم بإسقاط حكومة نتنياهو في حال الموافقة على تلك المقترحات ، لقد فرض النصر شروطه على المنكسر واصبحت تضحيات ابناء غزة لها ثمن كبير يفوق هدم بيوتهم او رقي ارواح ابنائهم نحو بارئها فأصبحت غزة هي الميزان الذي يحدد علاقة العالم بالكيان المحتل ، بعد ان تنافر الغرب من سياسات امريكا وبالتالي الابتعاد عن مخططات نتنياهو التي ترغب بمواصلة الحرب حتى وان كان نتيجتها قتل الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية ليتمكن “كما يعتقد ” للتقدم نحو الامام بحرب لا تنتهي الا بتفتيت الضفة الغربية وقطاع غزة والتي ستكون نتيجتها تهجير الفلسطينيين ربما بصفقة تكون امريكا هي الراعي لها ، ولكن لمن يمسك الارض فهو المبادر .
(كان الكيان المحتل يمني نفسه بالخلاص من المقاومة الفلسطينية، فالقيت احلامهم في يم غزة وانتصرت الارادة الفلسطينية الغزاوية وحققت حلمها في ايجاد حقوقها وفرض شروطها كمفاوض منتصر بيده نقاط المبادرة فتحولت كل امنياتهم في مهب الريح).
لقد ظن من ظن ان الشعوب الصغيرة المغلوبة على امرها لقمة صاغة يمكن ان تبتلعها قواتهم الغاشمة ولم يتعظوا من تجربتهم في فيتنام وفي افغانستان، وكذلك ما فعل بقواتهم في العراق، وهنا علي ان استحضر مثال عراقي جميل:
(الي ما يعرف تدابيره حنطته تأكل شعيرة) ….!.
لقد تعرى الكيان المحتل فبعد ان كان يوصف بالديمقراطي اصبح الكيان الاكثر “منبوذ ” بين بلاد الدنيا وانكشفت نواياه للقاصي والداني ولا اعلم لماذا المطبعين من العرب لا يرون هذه الحقيقة وهل حقا انهم لم يدركوا تلك الحقيقة ام انهم ادركوا انهم …!.
وماذا علينا كعرب لتعزيز النصر الذي حققته غزة ؟، علينا اولا ان نعيد النظر في معاهدات التطبيع مع هذا الكيان لان معاهدات التطبيع تعطي لهذا الكيان الامل في الوصول لغاياته ، وكسب الرأي العالمي من جديد ، اعتقد رفض التطبيع مع هذا الكيان وغلق سفاراتهم في البلدان العربية هو ما ينبغي ان يكون في قادم من الايام .
لقد قدم لنا الشعب الفلسطيني النصر المبين ووهب من شبابه ما وهب وصبر على معاناته وصمت على تخلينا عنه ، ولا ضير ان نكون معهم في حسم النصر المبين ومن يأتي متأخر خير من مَنْ لا يأتي .
غزة منصورة بأذن الله ونصر الله قريب عندها سيعض على الانامل من كان عن الحق بعيد ولا قول اصدق من قوله تعالى:
(ام حسبتم ان تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) ( البقرة 214 ) .
والله المستعان
كاتب وباحث عراقي
انسخ الرابط :
Copied