تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ34 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ21، تزامنًا مع دخول شهر رمضان المبارك، وصعَّدت من عمليات التهجير القسري للفلسطينيين بعد إجبارهم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات الاحتلال، أجبرت الليلة الماضية المواطنين على إخلاء منازلهم في حارة جبل النصر في مخيم نور شمس شرقي طولكرم، في ظل الحصار المشدد المفروض عليه، وسط مداهمتها للمنازل وتخريب محتوياتها، وتحويل بعضها لثكنات عسكرية، واستخدامها مواقع للقناصة والمراقبة.
وأضافت “وفا” أن عددًا من الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال، شوهدوا يحملون بعضًا من حاجياتهم وهم يغادرون المخيم على الأقدام، في أجواء البرد القارس تزامنًا مع إطلاق جنود الاحتلال للأعيرة النارية بكثافة لإرهابهم.
وأوضحت الوكالة، أن قوات الاحتلال أحرقت منازل في حارة المنشية، وسط دمار كبير وكامل في البنية التحتية، وتدمير للطرق والممتلكات العامة والخاصة.
وشهد المخيم منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي حركة نزوح كبيرة بين سكانه من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، تركزت في حارات المنشية والمسلخ وجبلي النصر والصالحين، وفاق عددهم 5500 نازح، توجهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.
وكانت قوات الاحتلال أخطرت قبل أيام، بهدم 11 منزلًا في مخيم نور شمس خلال الأيام المقبلة، بذريعة شق طريق تبدأ من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية.
وفي السياق، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المدينة وباتجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات، وتمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، في الوقت الذي لا تزال تستولي على مبانٍ سكنية في الشارع المذكور، وتحولها لثكنات عسكرية، وتنشر القناصة داخلها.
ولا يزال الاحتلال يفرض حصارًا مشددًا على المخيمين، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة، وسط مداهمته للمنازل وتخريبها، وتدمير محتوياتها وإخضاع من يتواجد بداخلها من المواطنين للاستجواب.
وخلال العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها، ألحقت قوات الاحتلال دمارًا كبيرًا وكاملًا، في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن كامل المخيمين، وفاقم من معاناة المواطنين الذين لا يزالون في منازلهم.
كما خلفت الجرافات العسكرية دمارًا كبيرًا وغير مسبوق في الطرق والأحياء السكنية، إضافة إلى تدمير الممتلكات من منازل ومحال تجارية بشكل كامل وجزئي، وآخرها هدم 26 بناية بشكل كامل في مخيم طولكرم، فيما استُشهِد 13 فلسطينيًا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بحسب “وفا”.
ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تستمر مناشدات الفلسطينيين الذين لا يزالون في منازلهم ويعيشون ظروفًا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، في وقت الذي يعوق الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الأساسية الضرورية لهم.
وفجر اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين فلسطينيين بعد مداهمة منزلهما في الحي الشرقي لمدينة طولكرم، وتخريب محتوياته.
كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ22 على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة الغربية المحتلة.