طنجة هي مدينة مغربية تقع شمال المملكة المغربية على الساحلين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، يبلغ عدد سكانها 1,065,601 نسمة، وفق الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014، وهي بذلك سادس أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان. تتميّز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة، وبين القارة الأوروبية والأفريقية من جهة أخرى. طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان الحسيمة وهي من أهمّ المدن في المغرب.
لمدينة طنجة أهمية إستراتيجية منذ دهر طويل. ولأنها مدينة حكمها حشود من الغزاة الذين توالوا عليها عبر القرون، كان منهم الرومان وقبائل الوندال والبيزنطيون والعرب والبرتغاليون، فهي مدينة يرجع تاريخها إلى ألفي عام ونصف، مما يجعلها إحدى أقدم المدن في شمال إفريقيا. ومن أكثر المناطق الحيوية في البلد المدينة القديمة والقصبة والبازارات والأسواق، كما تتمتع شواطئها بسحرٍ آخاذ. ففي القرن الماضي، أصبحت طنجة بقعة يقصدها الأثرياء من جميع أنحاء العالم.
سميت المدينة قديما بإسم تِنْكا “Tinga” وتِتْكا “Titga” وتِنْكِيس “Tingis” وتَنْتْدِيا “Tantdia” وطنكِير “tanger”. ولو بحثنا في اللغة الأمازيغية المحلية سنجد أن الأسم يتكون من كلمتين، الأولى «تِنْ» وتفيد في الأمازيغية الوصف والنسبة، وتعني هنا بصيغة التأنيث ” ذات ” أو “التي في”, أما الكلمة الثاني وهو «إِكِـّ» أو «إِكِـّر» فمعناه “المرتفع” أو “العالي”. وبالتالي فيمكن القول أن معنى الأسم هو ذات المكان المرتفع أو العالية وهذا الوصف لا زال يطلق على المدينة إلى الآن .
تميّزت مدينة طنجة في عام 1471م بدورٍ مهمٍ جداً في مجال التبادل التّجاري بين البرتغال والعرب؛ ممّا أدّى إلى زيادةِ اهتمام الدول الأوروبيّة التي تسعى إلى احتلال المغرب بطنجة نظراً لأهميتها ومميّزاتها، فسيطرت عليها إنجلترا أثناء حُكمِ الأمير تشارلز الثاني، ومع الوقت تحولت إلى مرفأ سُفنٍ نتيجةً لوجود القراصنة فيها، ولكن استطاعت مدينة طنجة العودة إلى أهميتها السابقة وتميّزها بشكلٍ تدريجيّ.
ما تماز به مدينة طنجة الجامع الكبير: ويقع قريب من السوق الداخل، وتم تحويله لكنيسة في فترة الإستعمار البرتغالي ولكن تم استعادته في عهد المولى اسماعيل. جامع الجديدة: وله أكثر من مسمى كجامع عيساوة، أو مسجد النخيل، ويتميز الجامع بالزخارف الفيسفسائية . جامع القصبة: بني على يد الباشا علي أحمد الريفي، ويسمى بدار المخزن . الكنيسة الاسبانية: اشتراها السلطان محمد بن عبدالله من عائلتين يهوديتين، ثم جعل منها الحاكم الإسباني عام 1871م إقامة للبعثة الكاثوليكية، وبنى منها كنيسة كبيرة سميت ” لابوريشيما ” . لكن في الوقت الحالي لم يعد المسيحين يترددون عليها، ومحيت جزء من ممتلكاتها وبقي الجزء العلوي من البناية.
ولمدينة طنجة أسوار تمتد طولها 2200 م، وقسمت في داخلها خمسة أحياء منها : جنان قبطان، واد أهردان، دار البارود، القصبة، وبني إيدر . ومن قم حصل عدة تحصينات في فترة السلاطين العلويين ودعموها بالأبراج : كبرج النعام، برج عامر، برج دار الدباغ، وبرج السلام، كما فتحوا لها ثلاثة عشرة باباً منها : باب مرشان، وباب حاحا، وباب البحر، وباب العسة، وباب الراحة، وباب المرسى، وباب القصبة.
تعد مدينة طنجة من أكبر المراكز لدولة المغرب، وفيها أكبر المؤسسات الحكومية، كما يتوفر فيها 78 مصنعاً تعمل في مجال الملابس، ولميناء طنجة أهمية كبيرة في الاستيراد والتصدير . وهي مركز استراتيجي لقارة افريقيا بحيق يتوفر فيها أكبر المراكز التعليمية كقاعات الفنون والمسرح والموسيقى .
المواطن العادي في طنجة يعيش من العمل في المدينة القديمة أو السوق الأسبوعي أو من السياحة، لكن حركة السياحة هادئة منذ عام. ففي فندق المنزه الذي كان يعرف بأنه فندق الجواسيس والفنانين، يجلس عدد قليل جداً من الناس في الشرفات. كما أن معظم المطاعم على شواطئ طنجة لا تقدم الطعام. ويقولون: “الأمر لا يستحق عناء فتح المطبخ، لأن الزبائن غير متوفرين”.