وقال تقرير لمجلة ”جون أفريك“ الفرنسية، إن ”الجزائر قطعت خطوات في تسوية وضع القادة السابقين للجبهة الإسلامية للإنقاذ والحركة الإسلامية، التي تم حلهما في العام 1992“.
واستقر قادة الحركة في الخارج وأدينوا بـ“أعمال إرهابية“ خلال ما عرف في البلد بالعشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي.
وبحسب المجلة، فإن ”رئاسة الجمهورية تقود هذه المبادرة بالتنسيق مع وزارة العدل فضلًا عن المخابرات الداخلية والخارجية“.
”ويتعلق الأمر بعشرات الإسلاميين، تولى بعضهم تسوية وضعياتهم سواء في البعثات القنصلية في الخارج أو في الجزائر“.
وأوضح التقرير أن ”هذه العملية، تستند إلى قانون ميثاق السلام والمصالحة الوطنية الذي تم تبنيه في استفتاء سبتمبر / أيلول 2005، في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة“.
وينص هذا القانون على إنهاء جميع الإجراءات القانونية للأشخاص المطلوبين في الجزائر أو في الخارج والذين ”يقدمون أنفسهم طواعية“ إلى السلطات.
وأشارت ”جون أفريك“ إلى أن ”من أول المستفيدين من هذه المبادرة الصديق الداعدي، المعروف بأنه عضو سابق في الحرس المقرب لعباسي مدني، أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المنحلة العام 1992)“.
وتوفي عباسي مدني، في نيسان/ أبريل 2019.
وكان الصديق الداعدي، اللاجئ في سويسرا بعد إدانته بالإرهاب من قبل محكمة جزائرية في 1993 قد تصدّر عناوين الصحف لتقديمه شكوى بشأن تعذيب مزعوم أمام محكمة فيدرالية ضد خالد نزار، وزير الدفاع بين عامي 1990 و 1993.
ووفق التقرير الفرنسي، فقد تمكنت المخابرات الجزائرية من متابعة هذا العضو في حركة ”رشاد“ الإسلامية وإعادته إلى موطنه وتسوية وضعه والحصول على جواز سفر جزائري.
وأشار إلى أنه ”بحسب مصادر مختلفة سيلعب الصديق الداعدي الآن دور الوسيط في إقناع الإسلاميين السابقين بالعودة إلى الجزائر للاستفادة من نفس الإجراءات“.
ولفت كذلك إلى ”اسم أنور هادم وهو لاجئ في الولايات المتحدة، منذ العام 1992، وهو أحد الشخصيات البارزة في الحركة الإسلامية في التسعينيات“.
وتابع: ”حُكم علي هادم غيابيًا في عدة مناسبات من قبل محاكم بلاده بارتكاب أعمال إرهابية، وحصل مؤخرًا على جواز سفر جزائري، وسيسمح له بالعودة إلى الجزائر والاستفادة من إنهاء الإجراءات ضده“.
ومن منفاه الأمريكي، أشار هادم مرارًا وتكرارًا إلى نيته العودة إلى وطنه الأصلي والعيش هناك بشكل قانوني.
وأكد تقرير المجلة أن ”رفاقًا آخرين لأنور هادم أخذوا زمام المبادرة بالفعل عندما وضعوا أنفسهم تحت تصرف السلطات في بلادهم“.
وقال إن من بينهم ”مراد شرقي، العضو السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، المحكوم عليه بالإعدام بتهمة الإرهاب الذي عاد أيضًا مؤخرًا، وقبل وقف مفعول مذكرة توقيفه في سجن الحراش سُمح له بزيارة والديه في الجزائر العاصمة، وبعد تأكد سجله الجنائي النظيف تم منحه جواز سفر جديدًا وأصبح يسافر بحرية إلى الخارج“.
وأضاف: ”من الشخصيات المعنية بالإجراء الجديد قمر الدين خربين، وهو طيار سابق في الجيش الجزائري وقيادي سابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحُكم عليه أيضًا بأحكام قاسية من قبل المحاكم الجزائرية“.
”وأمضى خربين أكثر من عقدين من اللجوء في لندن، وكان الرجل يطلب ضمانات قبل إنهاء نفيه“، وفق ”جون أفريك“.وقالت إن ”محمد دنيدي، العضو السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ،
والذي استقر في العاصمة البريطانية في أوائل التسعينيات هربًا من عدالة بلاده التي حكمت عليه بالسجن المؤبد، عاد مؤخرًا إلى الجزائر وحصل على جواز سفر يسمح له بالعودة إلى بريطانيا العظمى مرة أخرى“.
إرم نيوز