ولد معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي في 7 يونيو/حزيران 1942، في مدينة سرت، وهو ينحدر من قبيلة القذاذفة إحدى كبرى القبائل الليبية، وتلقى تعليمه الأول في بلدته، ودرس ما بين عامي 1956 و1961 في مدينة سبها، وشكل أثناء دراسته الأولى مع بعض زملائه نواة لحركة ثورية متأثرة بالزعيم جمال عبد الناصر.
كان سياسيًا وثوريًا ليبيًا حكم ليبيا لأكثر من 42 سنة. أولًا كرئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية 1969 – 1977. بعدها صار القائد للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى 1977 – 2011. صعد القذافي إلى السلطة في إنقلاب عسكري خلع عبره الملك إدريس, ملك المملكة الليبية في العام 1969 وظل رئيسًا لمجلس قيادة الثورة حتى عام 1977، عندما تنحى رسميًا من رئاسة مجلس قيادة الثورة ونصب نفسه “قائدًا للثورة”. في عام 2008 عقد اجتماعًا لزعماء أفريقيا ومنح لقب “ملك ملوك أفريقيا” ومدافعًا رئيسيًا عن الولايات المتحدة الأفريقية، وشغل منصب رئيس الاتحاد الأفريقي في الفترة من 2 فبراير 2009 إلى 31 يناير 2010.
استبدل القذّافي الدستور الليبي لعام 1951 بقوانين استنادًا إلى عقيدة سياسية سُميّت بالنظرية العالمية الثالثة، ونشرت في الكتاب الأخضر. بعد تأسيس الجماهيرية في عام 1977، استقال رسميًا من منصبه وبعد ذلك كان له دور رمزي إلى حد كبير في اللجنة الشعبية العامة. أدى ارتفاع أسعار النفط واستخراجه في ليبيا إلى زيادة الإيرادات. ومن خلال تصدير النفط بالكميات وارتفاع معدل نصيب الفرد، بلأضافة إلى برامج الرعاية الاجتماعية المختلفة، حققت ليبيا أعلى المعايير في سجلات مؤشر التنمية مقارنة بدول أفريقيا وظلت خالية من الديون.
عرف عن القذافي ارتباطه القوي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ودعواته القوية للوحدة العربية، حتى إنه كان من المتحمسين للوحدة الاندماجية مع جيرانه العرب مثل مصر.
بدأت علاقات العقيد الليبي مع الغرب بالصِّدام والتوتر بسبب تصريحاته ومواقفه ونشاطاته التي اعتبرتها القوى الغربية معادية لها وداعمة “للإرهاب الدولي”، ووصل توتر العلاقات بين الطرفين ذروته بقصف الطائرات الأميركية مقره صيف عام 1986.
في عام 1988 اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا الجماهيرية الليبية بتدبير سقوط طائرة شركة الخطوط الجوية الأميركية “بان أميركان” فوق بلدة لوكربي في إسكتلندا عام 1988، مما أدى إلى مقتل 259 راكبا، إضافة إلى 11 شخصا من سكان لوكربي. ففرضت الولايات المتحدة حصارا اقتصاديا على ليبيا عام 1992.
استخف القذافي بالثورات العربية وانتقد إطاحة ثورة شعبية في تونس بالرئيس زين العابدين بن علي، وقال إن التونسيين تعجلوا الإطاحة به، وهاتف الرئيس المصري حسني مبارك أثناء الثورة المصرية، وبعث له رسالة تضامن في وجه الثورة التي سرعان ما امتد لهيبها إلى ليبيا بعد أيام قليلة من سقوط مبارك.
خسر القذافي وقواته معركة طرابلس في أغسطس 2011، وفي سبتمبر من العام نفسه، حجز المجلس الانتقالي مقعده في الأمم المتحدة، ليحل محل القذافي. احتفظ القذافي بالسيطرة على أجزاء من ليبيا، وعلى الأخص في مدينة سرت، وطرابلس وبني وليد وهي المدينة التي افُترض لجوؤه إليها. على الرغم من أن قوات القذافي أحكموا سيطرتهم في بداية معركة سرت ضد هجمات قصف حلف شمال الأطلسي وتقدم قوات المجلس، إلا أن مُعمّر اعتقل على قيد الحياة على أيدي أفراد من جيش التحرير الوطني بعد الهجوم على موكبه بالقنابل من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي يوم سقوط المدينة في 20 أكتوبر عام 2011.
قتل معمر القذافي في ظروف غامضة في مسقط رأسه مدينة سرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 عن عمر يناهز 69 سنة، بعد أن ألقي عليه القبض، وظلت جثته معروضة في المدينة قبل أن يُدفن سرا في صحراء ليبيا.