هي مدينة أثرية في المغرب تقع على بعد ثلاث كيلومترات غرب مدينة مولاي إدريس زرهون.
ساهمت عدة ظروف طبيعية في استقرار الإنسان بهذا الموقع منذ عهد قديم لعل أهمها وفرة المياه (وادي الخمان ووادي فرطاسة ) والأراضي الزراعية ومواد البناء (محاجر جبل زرهون) إضافة إلى إشراف المدينة على منطقة فلاحية خصبة.
يقع الموقع على سفوح جبل زرهون،على بعد 28 كيلومترا من مكناس.يستمد اسمه من الكلمة الأمازيغية وليلي،والتي ترمز إلى زهرة الزنبق الملونة ،وهي نبتة تنتشر بكثرة في المنطقة.
كانت تسمى وليلي أيضا باسم قصر فرعون.
وقد تم اكتشاف وتحديد الموقع في أواخر القرن التاسع عشر،وهو جزء من التراث المحمي للمغرب منذ سنة 1921.
لقد خضع الموقع للحفريات الأثرية منذ بداية القرن 20.وتعد وليلي أيضا مثالا بارزا على مجموعة معمارية تجسد تنظيم الإدارة البونية وما قبل الرومانية والرومانية في إفريقيا.كما يعتبر موقع وليلي مكانا دائما للمجتمعات التي عاشت في المغرب الكبير.
كان أقصى توسُّع للمدينة هو 42 هكتاراً في الفترة 168-169م، وحينها تمت إحاطتها بسور كبير يشتمل على أبراج شبه دائرية وسبعة أبواب من أهمها باب الكوى الثلاث، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية بُنِيَت في المدينة صروحاً شامخة، مثل: مبنى البازيليك، ومقرّ الحاكم، وقوس النصر، وازدانت بالفسيفساء والنقوش،[٢] ولم تكن المدينة خالية من حدوث التوترات السياسية على المدى الطويل، ففي عام 40م بدأ سكانها بالثورة على الإمبراطورية الرومانية؛ الأمر الذي أدّى إلى إصدار قرار بإعفائهم من الضرائب لمدة عشر سنوات لتهدئة الأوضاع؛ إلّا أنّ شعب الأمازيغ عاد للثورة، ونتيجة الضغط على الإمبراطورية الرومانية من قِبَلهم انسحب الرومان من المدينة في عام 285م.
خلال فترة حكم الملك يوبا الثاني وابنه بطليموس الأمازيغي ما بين سنة 25 ق.م و40 م شهدت وليلي ازدهارا كبيرا أهلها لتصبح عاصمة لـ موريطانيا الطنجية بعد سنة 40 م، عرفت وليلي خلال فترة حكم الأباطرة الرومان تطورا كبيرا وحركية عمرانية تتجلى من خلال المعابد، والمحكمة والحمامات، وقوس النصر، وكذا المنازل المزينة بلوحات الفسيفساء ومعاصر الزيتون.
كما كشفت الحفريات عن بنايات ضخمة ولقى أثرية مختلفة كالأواني الفخارية والأمفورات والنقود ومجموعة مهمة من المنحوثات الرخامية والبرونزية، تشكل جزءا مهما من معروضات المتحف الأثري بالرباط.
يضم موقع وليلي عدة بنايات عمومية شيدت في أغلبها من المواد المستخرجة من محاجر جبل زرهون، نذكر منها معبد الكابتول (سنة 217 م) وقوس النصر والمحكمة والساحة العمومية. كما تضم المدينة عدة أحياء سكنية تتميز بمنازلها الواسعة المزينة بلوحات الفسيفساء، نخص بالذكر منها الحي الشمالي الشرقي (منزل فينوس، منزل أعمال هرقل، قصر كورديان…) والحي الجنوبي (منزل أورفي). كما أبانت الحفريات الأثرية على آثار معاصر للزيتون ومطاحن للحبوب، وبقايا سور دفاعي شيد في عهد الإمبراطور مارك أوريل (168 -169 م)، يمتد على مسافة تناهز 2.35 كلم، تتخلله ثمانية أبواب وعدة أبراج للمراقبة.
يكتسي هذا الموقع طابعا خاصا سواء من حيث أهميته التاريخية والأركيولوجية أو السياحية، إذ يمثل أحد أهم المواقع الأثرية بالمغرب وأكثرها إقبالا من طرف الزوار.
وفي سنة 1996 م حظيت وليلي بتسجيلها ضمن مواقع التراث العالمي.