ولاية قابس التونسية مركزها مدينة قابس. تتميز هذه الولاية بخليجها الممتد على أغلب مدنها وخاصة مدينة قابس وغنوش والمطوية. والمعروف أنها ولاية تجمع في نفس الوقت بين الواحة: قابس، الحامّة، غنّوش، المطويّة، وذرف والجبال: مطماطة، توجان والبحار: من الزارات جنوبا إلى المطويّة شمالا والصحاري: منزل الحبيب والحامّة.
تعتبر قابس من المدن الصناعية المهمة لقربها من ميناء قابس التجاري في خليج قابس، مما شجع على وجود العديد من المنشآت المتخصصة في تكرير النفط، والصناعات الكيمايئية، وحرصاً للنهوض بها اقتصادياً يوجد بها منطقة صناعية على بعد 2كم من مركز المدينة.
قابس هي الواحة الساحلية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط، تحيط بها شواطئ من الرمل الدقيق. واحتها الشاسعة بهجة حقيقية، أما البلدة العتيقة فتتميز بأجوائها الأصيلة. قابس هي بوابة الصحراء: بداية لرحلة بين قمم وهضاب قاحلة، بين خيام البدو والقرى البربرية، حيث يتسنى إكتشاف التقاليد الحية لطرق العيش التقليدي ، مثل قرية الكهوف المدهشة بجبل مطماطة .
تنزه في واحة قابس التي تعد مئات الآلاف من أشجار النخيل التي تنموا في ظلها العديد من أشجار الفاكهة. و في أوائل الصيف، استمتع بأشجار الرمان المزهرة التي تثمر في الخريف فاكهة مليئة بعصير حلو. تعرف على الأنهج والممرات المغطات المتعرجة لحي المنزل القديم. بالسوق الملونة في جارة ، اشتري التوابل ومسحوق الحناء، النبتة الطبية للأصباغ والتلوين المقطوفة في الواحة.لقابس شواطئ جميلة، حيث يمرح عدد وفير من طيورالنعام و مالك الحزين. في المناطق الداخلية ،القرى البربرية القديمة المشدودة إلى التلال تتماهى مع المشاهد الطبيعية الصخرية. هذه الجهة تخفي أحد أكثر المواقع طرافة في تونس: مطماطة، حيث تخترق الأرض عديد الفوهات المحفورة في الصخر اللين. هي في الواقع ساحات الكهوف: السكان يعيشون في غرف تحت الأرض لإتقاء شدة الحر .
عرفت مدينة قابس (التسمية العربيّة للمدينة) قديما باسم تاكابي حيث ذكرها أبوليوس في أعماله، كما عرفت باسم تاكابيس أو تاكاباس كما عرف خليجها باسم مينوريس سيرتيس أو سيرتيس الصغرى، واللفظة العربية مستمدّة من الصيغة المتداولة للكلمة في حالة المفعولية، وهي تاكابس، مع إسقاط أداة التعريف اللوبية البربرية (تا).
يختلف المؤرخون في تاريخ تأسيس المدينة ومؤسسها، حيث يرجع البعض فضل تأسيسها إلى الأمازيغ فيما يقول البعض الأخر أن تأسيسها تمّ على يد الفينيقيين، ويقول المؤرّخ محمد المرزوقي في كتابه قابس جنة الدنيا، “إن الفينيقيين هم الذين أسَّسوا (تكاب) القديمة. قد يكون هذا صحيحاً، ويحتمل أن يكون بناؤها سابقاً للفينيقيين، وأنَّ المؤسسين الأصليين هم البربر الذين عرفتهم قبل الفينيقيين، ولعلَّ في ابتداء اسمها بالتاء المفتوحة ما يرجح هذا الاحتمال؛ إذ المعروف أنَّ أسماء المدن البربرية تبدأ غالباً بالتاء مثل تطاوين.. تاوجت.. تامزرط.. تاهرت.. تافلات..“.
سوق جارا بقابس هو المكان الذي تباع فيه جميع الإختصاصات الحرفية التقليدية في الجهة. ستعثر على كل أنواع المنسوجات من الحلفاء: سلال، قبعات الشمس … كذلك الأحذية المطرزة ومرقوم (سجاد) جنوب تونس، بألوانه الدافئة و أنماطه الهندسية البربرية. لتلوين شعرك بلون أحمر نحاسي،إقتني الحنّاء فهي في قابس من أجود ما يعرض في البلاد.
تتوفر بهذه المنطقة التجهيزات الضرورية التي يحتاجها الصناعيّون، من طرقات وأرصفة، وماء صالح للشراب، وشبكة تطهير، وتنوير عمومي ، وشبكة مقاومة الحريق، وشبكة هاتفية.
تلقب قابس بمدينة الحناء فهي مشهورة بإنتاج أوراق الحناء، كما تعتمد في إنتاجها الزراعي على الرمان والتمر.
تتميّز المدينة، بمقومات وخصوصيات تميّزها عن باقي مناطق البلاد الأخرى ما يؤهّلها لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح الداخليين والأجانب، ذلك أنها تمتلك شواطئ رملية خالية من الصخور على طول حوالي 40 كم يرتادها.