لأول مرة في تاريخ ليبيا، ولرابع مرة في المنطقة العربية، تكلّف سيدة بحقيبة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، لتدير ملفات شائكة تتصل بعلاقات ليبيا مع الدول والمنظمات الأممية والإقليمية.
ولدت وعاشت المنقوش في مدينة بنغازي، شرق ليبيا، غير أن أصولها تعود لمدينة مصراتة في الغرب الليبي.
هي أستاذة قانون، ومحامية في القانون الجنائي، وتركز في بحوثها وعملها على عملية الانتقال من الحرب إلى السلم وبناء السلم، وفقا لما جاء في سيرتها الذاتية المنشورة على موقع مركز الأديان العالمية والدبلوماسية وحل النزاعات (CRDC).
وكانت قد حازت على منحة برنامج فولبرايت الشهيرة (Fulbright) لتدرس الماجستير في مجال تحويل النزاعات من مركز العدالة وبناء السلام (CJP) في الولايات المتحدة الأمريكية.
لا شك أنها سوف تسير فوق حقل من الألغام، هو ميراث عشر سنوات من الفوضى السياسية في البلد الغني بشمال أفريقيا، عساها تنجح في إعادة التوازن إلى علاقات ليبيا الخارجية، وفي استعادة جدوى العمل الدبلوماسي بإخراجه من ركود الأداء وتطهيره من الفساد المالي والإداري. يضاف إلى كل ذلك التحرّر من ربقة المحاور التي خضعت لها حكومات طرابلس المتداولة على تنفيذ سياسات الإسلام السياسي والميليشيات المنفلتة.
الوزيرة الجديدة هي ابنة محمد عبدالله المنقوش طبيب القلب وأمراض الدم المعروف في بنغازي ووالدتها من أسرة البعباع، وتتحدر من القبائل الطرابلسية المقيمة في برقة وأساسا من قبائل مصراتة، وعمها هو يوسف المنقوش أحد أبرز ضباط الجيش الليبي في العهد السابق، وكان من نفس دفعة اللواء عبدالفتاح يونس، وتقاعد سنة 1994 عندما كان يحمل رتبة عقيد ركن، وكان قائدا بالقوات الخاصة وتحديدًا بالصاعقة. وفي العام 2011 عين رئيسا لأركان قوات المعارضة المسلحة تحت لواء المجلس الانتقالي، ويقيم حاليا في تركيا ويعتبر من أبرز المعادين للجيش الوطني وقائده المشير خليفة حفتر.
والمنقوش تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، والتي اكتسبتها غالبا أثناء فترة دراستها في الولايات المتحدة الأميركية، ما أهلها للظهور والمشاركة الإعلامية مع وسائل إعلام أجنبية عدة.
تقود جماعة «الإخوان» الليبية وبعض الأصوات الأخرى التابعة لـ«الجماعة الليبية المقاتلة» حملة شرسة ضد وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بسبب دعواتها المتكررة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
وأكدت التكتلات الليبية دعمها الكامل للموقف الوطني والصريح لوزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بشأن ضرورة مغادرة كل القوى الأجنبية والمرتزقة الأراضي الليبية دون تأخير، حفاظاً على سيادة ليبيا وقرارها السيادي.