تحت عنوان “هذا ليس معرضاً، يقيم المتحف الفلسطيني في بيرزيت الأحد المقبل (11 شباط/فبراير)، تظاهرة فنية من أجل قطاع غزة تتضمن 3 معارض فنية.
وتحمل أولى المساحات عنوان المعرض نفسه، وتحوي شاشة عملاقة تعرض الجرائم، خاصة تدمير المنازل والمتاحف والمؤسسات الثقافية والمحترفات الفنية وغيرها، و286 عملاً فنياً تطغى عليها اللوحات، إلى جانب بعض الأعمال التركيبية التي تتكئ أساساً على فن الفيديو لقرابة 100 فنان وفنانة من غزة جمعت من بيوت ومؤسسات وأماكن عرض فنية في الضفة الغربية، ثم معرض للفنان تيسير بركات بعنوان “المفقودون”، والذي يقام في الرواق الزجاجي، ومعرض “نساء غزة” الذي يسلط الضوء على قطع تراثية من المنجز الشعبي لمناطق غزة المختلفة.
وأشار المتحف إلى أن “هذا ليس معرضاً”، يستعير كل من مجموعة “التقاء للفن المعاصر” و”محترف شبابيك للفن المعاصر” في غزة في قاعة المتحف الفلسطيني الرئيسية كمساحة بديلة عن الحيزين الذين كانا لهما قبل أن تحضرهما نيران الحرب، كما تستعيران منصات المتحف كمنبر بديل لأصواتهم التي يمنعها عن العالم انقطاع الاتصال.
واعتبر الفنان شريف سرحان، من محترف شبابيك في غزة، أن “هذا ليس معرضاً” يصب في مفهوم الوجود الفلسطيني، حتى وإن كانت غزة ضحية الحصار والقصف والنار، وأن الفنان الفلسطيني سيكون دائماً قادراً على إنتاج الفن الذي يرفع صوت غزة وأهلها عالياً، حتى وإن عزلوها عن العالم.
أما معرض “المفقودون” لبركات فيشكل نافذة أخرى تطل على غزة. انشغل بركات، وهو فنان من غزة مقيم في رام الله، برسم الحرب على مدينته منذ العام 2009، وتحاكي أعماله في معرضه هذا عالماً مبنياً على الفقد بمفهومه الواسع، ومفتوح على التأويل.
وقال بركات في تصريح صحفي: “كانت مشاهد أولئك الذين يحملون صور أبنائهم المفقودين في مناطق الشرق الأوسط تراودني دائماً، سواء كانوا في فلسطين، أو لبنان، أو سوريا. هؤلاء الأشخاص الذين يندفعون إلى الشوارع متظاهرين لمعرفة مصير أبنائهم، وأقربائهم، وأحبائهم. أنا واحد من الذين عاشوا تلك التجربة، فُقد عمي في عام 1956، ورغم أنني ولدت بعد ذلك، إلا أن السؤال حول مصيره كان يلح عليّ دائماً، في حين أننا لم نعرف عنه شيئاً حتى الآن”.
وأضاف: “زادت الحرب الأخيرة على قطاع غزة الوضع سوءاً، مع فقدان الأحباب والأصدقاء والإخوة والأخوات، خاصة أولئك الذين فقدوا تحت ركام المباني، هؤلاء الآلاف في غزة دفعوني للعمل حول المفقودين، وحول فكرة الفقد بحد ذاتها، وهي فكرة مؤثرة جداً على المستوى الشخصي، وجراحها عميقة”.
أما مساحة “نساء غزة”، فهي عرض إثنوغرافي يشمل الأثواب وحلي تراثية تروي قصة نساء غزة بين الإبداع والتهجير والتكافل، وترصد الحب الأزلي الذي يجمع نساء فلسطين بموروثهن الخالد.
مدير عام المتحف، عامر شوملي، أكد أنه “في ظل ما تتعرض له الحياة الثقافية في غزة من تدمير وإبادة، وما تشهده الإنتاجات الفنية من حرق وتنكيل ونهب، فإن مسؤوليتنا تتمثل في أن تكون مساحة بديلة للمؤسسات الثقافية الغزية والفنانين الغزيين، ومنبراً للأصواتهم، فعندما تصبح الغاية الأولى للاحتلال إسكات غزة وعزلها عن العالم، علينا أن نصبح نحن أصواتها. إننا نشهد اليوم تكوين مساحات جديدة تحتضن غزة لتصير غزة بمساحة العالم، وأوسع من حدود البقعة الجغرافية المحاصرة”.
يُشار إلى أن الافتتاح جاء بعد إغلاق استمر قرابة 4 أشهر منذ بدء العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على قطاع غزة، لرفع الصوت ضد المجازر والقتل والمحو الممنهج في غزة.