منذ احتلال أرض فلسطين والاحتلال يرتكب كل يوم أفظع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي تخلى عنه المجتمع الدولي وبعض الدول العربية المطبعة، كل يوم وهذا الشعب يعاني قسوة الاعتداءات وانتهاك حرمة الأراضي المقدسة، عشرات السنين مضت وهذه الغدة السرطانية تنهش جسد الفلسطينيين دون رحمة وتكشف عن وحشية ضد الإنسانية وضد المسلمين.
لا يمكن للفلسطينيين مهما امتلكوا من قوة عسكرية وشعبية أن يحرروا هذه الأرض المباركة وحدهم، بل يجب أن يكون هناك وحدة عربية وإسلامية متماسكة وتدافع من أجل الأقصى والقدس ومن أجل طرد هذا المحتل الصهيوني، بلا أن وجود المقاومة وفكرها الناضج والعقائدي أوقف هذا الكيان عن إكمال مخططاته الاستيطانية ومواجهة توسعه الاستعماري، إلا أن الدعم العربي والإسلامي هو الطريق الأسلم لتحرير فلسطين واقتلاع هذا المحتل من جذوره.
نحن في شهر مبارك ونقترب من ذكرى إحياء يوم القدس العالمي، ذاك الحدث التاريخي والذي لايزال يرعب الكيان الصهيوني بوحدة الصف العربي والإسلامي والإنساني من أجل فلسطين ومن أجل مظلومية شعبها، ذكرى تقبلها كل فكر سليم ونقي من التلوث التطبيعي، ومشى فيها كل شريف عرف قدسية الأقصى وعشق القدس، الكفاح والنضال العربي والإسلامي هو الطريق الوحيد لتحرير كل أرض مغتصبة ومحتلة.
لقد شهد العالم أبشع أنواع الجرائم في فلسطين المحتلة، طالت الأطفال والشيوخ والنساء وحتى الشجر لم يسلم من ظلم هذا الكيان المجرم، كل هذه الجرائم كانت ولاتزال تحت رعاية ودعم الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء المقربين، وأمام مجتمع دولي صامت ونائم وتحت سيطرة دول الاستكبار العالمي، لقد تخلى الجميع عن هذا الشعب المظلوم من أجل مصالحهم ونفوذهم في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي.
اقترب اليوم الموعود الذي ننتظره بفارغ الصبر وهو خلاص الفلسطينيين وخلاصنا من جرثومة ضعيفة، استطاعت المقاومة أن تفضح حقيقتها وتشل حركتها وتقدمها، هذه الجرثومة التي تجبر بعض الدول على الانصياع لأوامرها وإشراكها في مخططها الإجرامي، فكل من تبع الفكر الصهيوني أصبح شريكاً له في الإحتلال والإجرام الدموي، وأصبح المسؤول عن تشتت الفلسطينيين وضياع حقوقهم، وكل من طبع مع الكيان المحتل أصبح شريكاً له في الإجرام واتساع رقعة الاستعمار في المنطقة العربية.
لا خيار إلا المقاومة ولا طريق إلا المواجهة العسكرية الرادعة لهذا العدو الغاشم، علينا كعرب ومسلمين أن نتحد ونحقق حلم أجدادنا في تحرير أرض فلسطين وقدسنا وأقصانا، ونحرر كل الشرق الأوسط والعالم من شر وإجرام هذا الكيان المستعمر والذي أوهن من بيت العنكبوت.