موقع المغرب العربي الإخباري :
في أبريل 1998 وخلال لقاء تلفزيوني مع قناة “الجزيرة” ضمن برنامج «شاهد على العصر» تحدث الشيخ ”أحمد أسماعيل ياسين” مؤسس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”وزعيمها حتى وفاته 22 مارس 2004عن رؤيته لمستقبل “إسرائيل” بعد خمسين عاماً من قيامها، فقال: «إن إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار»،وأضاف «إن القوة في العالم كله لا تدوم لأحد، الإنسان يولد طفلاً ثم مراهقاً ثم شباباً ثم كهلاً ثم شيخاً، وهكذا الدول تولد وتكبر ثم تتوجه للاندثار. إن إسرائيل ستزول إن شاء الله في الربع الأول من القرن القادم، وتحديداً في عام 2027 ستكون إسرائيل قد بادت وانتهت». ورداً على سؤال: لماذا هذا التاريخ؟ قال الشيخ:«لأننا نؤمن بالقرآن الكريم، والقرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل أربعين عاماً، في الأربعين الأولى كان عندنا نكبة، وفي الأربعين الثانية أصبح عندنا انتفاضة ومواجهة وتحدٍّ وقتال وقنابل، وفي الأربعين الثالثة تكون النهاية إن شاء الله. وهذا استشفاف قرآني، فحين فرض الله على بني إسرائيل التيه أربعين عاماً، لماذا؟ ليغير الجيل المريض ويأتي بجيل مقاتل، وجيل النكبة بدّله الله بجيل الانتفاضة، والجيل القادم هو جيل التحرير إن شاء الله تعالى».
ومن جانب أخر سرّبت بعض المواقع الإلكترونية الأجنبية عام 2010 تقريراً للمخابرات المركزية الأمريكيةCIA يخص «إسرائيل». وفي هذا التقرير السري الذي تم اختراقه أعربت “المخابرات الأمريكية” عن شكوكها في بقاء “اسرائيل” بعد عشرين عاماً. وتنبأ التقرير بتحوّل مشروع “حلّ الدولتين” غير القابل للتطبيق الى مشروع حلّ الدولة الديمقراطية الواحدة التي يتمتع فيها المواطن بكامل حقوق المواطنة بالتساوي، بمعزل عن عرقه أو قوميته. وخلص التقرير الى أنه “بدون عودة لاجئي عام 1948 و1967 فلن يكون هنالك حلّ دائم ومستقر في المنطقة”.
ويذكر التقرير” أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة سيتسبب برحيل أكثر من مليوني اسرائيلي الى الولايات المتحدة في السنوات الخمس عشرة القادمة، وأن هناك زهاء خمسمائة ألف إسرائيلي لا زالوا يحتفظون بجوازات سفرهم الأمريكية، وأن من لا يملك جواز سفر أمريكي أو اوروبي، فقد تقدم بطلب للحصول عليه”. وتنبأت الدراسة أيضاً بـ”عودة ما يزيد عن مليون ونصف اسرائيلي الى روسيا وبعض دول أوروبا، إلى جانب انخفاض نسبة الإنجاب والمواليد لدى الإسرائيليين مقارنة مع ارتفاعها لدى الفلسطينيين، مما يؤدي الى تفوّق أعداد الفلسطينيين على الإسرائيليين مع مرور الزمن”.
وبدوره يؤكد اليهودي ”هنري كيسنجر” وزير الخارجية الأمريكية السابق وعراب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978أنّ «إسرائيل» لن تكون موجودة في المستقبل القريب، فقد نقلت عنه صحيفة “نيويورك بوست” القول عنه «في العشر سنوات القادمة لن يكون هناك إسرائيل»، وهو يؤكد أنّه في عام 2022 لن تظل «إسرائيل» على خريطة العالم. ووافق هذا الرأي أجهزة الاستخبارات الأميركية التي أصدرت “ستة عشرة وكالة استخبارات أمريكية” تحليلاً من 82 صفحة بعنوان «الاستعداد لشرق أوسط بدون إسرائيل»،وأكدت خلاصة الدراسة أنّ «إسرائيل» لا يمكن أن تصمد أمام المؤيدين للفلسطينيين.تقدير الموقف هذا، المستند إلى الأجهزة الأمنية والبحثية الغربية، يتقاطع مع نظرة مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين (رحمه الله) الذي يتمتع ببعد نظر يؤهله لاستقراء الأحداث، حيث توقع أن تزول “إسرائيل” قبل حلول عام 2027.
“إن كنت ناسيا يا نتنياهو سيذكّرك أبو عبيدة”.. هكذا علق مصريون على حديث الناطق باسم كتائب عز الدين القسام -الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عما يوصف بنبوءة إسرائيلية تعرف بـ “لعنة العقد الثامن”.وكان أبو عبيدة قال: “إن زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم”.وبحسب النبوءة التي يقر بها العارفون من اليهود، فإن 4 أعوام تفصل عن زوال “إسرائيل”.
واستنادا إلى التوراة والتلمود فإن اليهود أقاموا دولتين، الأولى هي مملكة “النبيين داود وسليمان” التي لم تصمد أكثر من 80 عاما.أما الثانية فهي مملكة “الحشمونائيم” التي تأسست في العام 140 قبل الميلاد وسقطت أيضا في عقدها الثامن. أما الإسرائيليون أنفسهم، فقد اعترف رئيس وزرائهم “بنيامين نتنياهو” بكل هدوء ووعي بـ “لعنة العقد الثامن”، فقد قال للمستوطنين الصهاينة”أنا الضامن الوحيد لكم لاستمرارية إسرائيل وكسر هذه اللعنة”ويكاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “إيهود باراك” يحزم حقائبه ، حيث تحدث بإسهاب عن “لعنة العقد الثامن”، معتبرا “أن التجربة التاريخية تشير إلى أن الكيان سيندثر قبل الذكرى الـ80 لتأسيسه عام2028”.
ونشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالًا للكاتب الصهيوني الشهير “آري شبيت”بعد شهر من أندلاع معركة طوفان الاقصى البطولية7أكتوبر2023 تحت عنوان “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة”، يقول فيه”يجب النظر بهدوء ومشاهدة دولة إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة”، فقد انتهى الأمر يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس”.ومن المفكرين الذين يتوقعون نهاية قريبة “لإسرائيل” المفكر المصري “عبد الوهاب المسيري” مؤلف الموسوعة الشهيرة “اليهود واليهودية والصهيونية”؛ إذ يقول “إن المقاومة الفلسطينية ستُنهك إسرائيل إلى أقصى حد، حتى وإن لم تتمكن من هزيمتها؛ مما سيجعلها مُرشَّحة للانهيار خلال بضعة عقود”.
ويضيف “في حروب التحرير لا يمكن هزيمة العدو وإنما إرهاقه حتى يُسَلِّم بالأمر الواقع”، مضيفًا أن “المقاومة في فيتنام لم تهزم الجيش الأمريكي وإنما أرهقته لدرجة اليأس من تحقيق المخططات الأمريكية، وهو ما فعله المجاهدون الجزائريون على مدى ثماني سنوات في حرب تحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي”.لا شك أن كيان “إسرائيل” زائل في النهاية طال الزمن أو قصر، فإن الوعد الإلهي قادم لا محالة كما بشَّرنا بذلك القرآن الكريم، وهذا وعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين المجاهدين، خصوصًا أن “اسرائيل” كيان قام على الظلم، والاغتصاب، وكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار والانهيار،يقول سبحانه وتعالى: “وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُنّ في الأرضِ مرّتين وَلَتَعْلُنّ عُلوًا كبيرا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا»سورة الاسراء الاية4.
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
انسخ الرابط :
Copied