موقع المغرب العربي الإخباري :
لا انتقال من الميدان الى دهاليز التسويف والمماحكة الدبلوماسية.. لا زُخْرُف الْقَوْل، ولا مبادرات فريدمان، ولا صفقات بلينكن، ولا خرائط بايدن، ولا حراك من هنا او مقامرة من هناك، ولا حتى الأزرار النووية.. لن ينقذ نتنياهو و”الكيان المؤقت” من الغيبوبة الشارونية او بطّانية الصوف البيجنية الا استجداء حركة حماس (الممثل الحقيقي لقوى المقاومة والشعب الفلسطيني) ان تقبل “على ساعة السابع من أكتوبر” بالانسحاب “الاسرائيلي” الكامل (جيشاً، ومستوطنات، وإدارات، الى جانب حق العودة الحقيقي، والتعويض الفعلي لضحايا الجرائم الصهيونية وأُسَرِهم منذ البدء وعلى مر العقود، وتبييض السجون)، والفوري (لا مفاوضات او وساطة ولا مماطلة) حتى حدود الرابع من حزيران 1967، واليوم التالي تقرره حماس.. نقطة على السطر!
ولنا عبرة في الهدنة التي أقامها النبي- صلى الله عليه وسلم- مع كفار قريش، اذ أطلق عليها القرآن الكريم لفظ: الفتح، فقال تعالى: (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا)، وسمى الله السورة: سورة الفتح؛ رغم أنها كانت تتحدث عن صلح الحديبية، وهو هدنة مؤقتة بين النبي- صلى الله عليه وسلم- والمشركين.
وتكراراً اقول لن يُنجَّيَ نتنياهو و”كيانه المؤقت” مسلسل الهرب من هزيمة الى هزيمة ولا حتى الانتحار على الطريقة الهتلرية وقد وصلوا الى حافة المقبرة فكما في السماء (طوفان الوعد الصادق وطير أبابيل)، كذلك في البحر (طوفان اليمن وقد وصل حتى أيزنهاور)، وعلى الارض (طوفان الأقصى والقدس ترفده ساحات المقاومة المتحدة) .. ومقالاتي السابقة تزخر بتفاصيل بركات ساعة السابع من أكتوبر ..
لذا اعود اليوم لنداءات “ديانا فاخوي” المتكررة والمعجلة ولعدة سنوات حيث استمرت بمناشدة “الرئيس الفلسطيني” ليقوم باضعف الإيمان ويتخذ موقفا يطيح بصفقة القرن ويجهضها.
أما اليوم، وعلى وقع ساعة السابع من أكتوبر وبركاته، فلا داعي لدعواتنا تلك اذ لا سبيل امام نتنياهو والكيان المؤقت للخلاص من الغيبوبة الشارونية او بطانية الصوف البيجنية او الانتحار على الطريقة الهتلرية الا استجداء حركة حماس علّها تقبل بالانسحاب “الاسرائيلي” الكامل والفوري حتى حدود الرابع من حزيران 1967 .. ولحماس ان تقرر اليوم التالى ولت”ذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ” . نقطة على السطر كما بيّنتُ في الفقرة الاولى أعلاه .. “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ” (الانعام – 112).
واني اذ أكرر ان العشرات من مقالاتي السابقة تزخر بتفاصيل بركات ساعة السابع من أكتوبر، لاكتفي هنا بالاشارة الى تشالمرز جونسون (Chalmers Johnson)، أبرز مؤرخ عسكري أميركي، وكيف حملته حرب غزة على القول “ان الغرب أمام خيارين: اما استرداد اليهود من الشرق الأوسط، أو خنق أي قوة تشكل خطراً عليهم” .. وهكذا لم يبق امام الغرب الا استرداد اليهود من الشرق الأوسط .. وهذه آن نورتون (Anne Norton)، عالمة السياسة الأميركية، ترى أن الهشاشة التي أظهرتها “اسرائيل” في ادارتها للحرب هي انعكاس للهشاشة الأميركية، وتضيف متسائلةً، ربما باستنكار: “ألا تكفي تلك الكمية الهائلة من القنابل والصواريخ التي أرسلها بايدن الى نتنياهو للقبض على رجل واحد يدعى يحيى السنوار!؟”.اما موشيه هالبرتال (Moshe Halbertal)، استاذ الفلسفة (“الاسرائيلي”) في جامعة نيويورك فيكاد ينعى دولة الكيان بقوله: “لم يعد “الاسرائيليون” مثلما كانوا، ولم يعد الفلسطينيون مثلما كانوا” مضيفاً: “كيف لأولئك الذين يقضون أياماً دون قطرة ماء أن يقاوموا الأرمادا العسكرية “الاسرائيلية” على مدى تلك الأشهر الهائلة”!؟ فهل دحرت الأسطورة الفلسطينية “الأسطورة الاسرائيلية” والحلم الميثولوجي باقامة “اسرائيل العظمى” في الشرق الأوسط؟
نعم، أهلكتهم الروح الغزّية بايمانها وصرختها ان الجنة اقرب الى غزة وكل فلسطين من سيناء ومن الاردن واي مكان! وهنا لا بد من الاعتراف بقوة عقيدة المقاومة الدينيّة وفعاليتها مقارنةً بالعديد من عقائد المقاومة القوميّة واليسارية، وربما مواكبةً لبعضها وعلى نحوٍ تراكمي قوامه الفداء والاستعداد للبذل والتضحية لنصل الى التغيير الكيفي بانتصار الدم على السيف .. و”إنا فتحنا لك فتحا مبينا” (الفتح – 1) .. “وينصرك الله نصرا عزيزا” (الفتح – 3)!
واذ يطالعنا وجه “ديانا” والسماء ببسمة لكأنها بسمة انبياء، نستذكر سميح القاسم:
“هنا سِفرُ تكوينهم ينتهي
هنا .. سفر تكويننا .. في ابتداء!”
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
كاتب عربي أردني
انسخ الرابط :
Copied