أي خبير محترم سيشهد أنه من أجل تنفيذ مثل هذه العملية العسكرية الفلسطينية ضد القوة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، يجب على القيادة أن تضع استراتيجية لمدة أشهر على الأقل، إن لم يكن بضع سنوات.
إن مستوى الشجاعة التي تم تنفيذها في العملية يدل على مدى الاحترافية التي وصل إليها الجهاز العسكري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. في الماضي، كان الاحتلال الإسرائيلي إما يفرض رقابة أو يتحكم في تدفق المعلومات من ساحة المعركة. ولو كان قادرا على ذلك لفعل ذلك. التحدي يكمن في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، تضاءلت سيطرة إسرائيل على وسائل الإعلام بشكل كبير. إن الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على فرض رقابة على المحتوى الذي يتناول البؤس الفلسطيني والشجاعة والبطولة التي لا هوادة فيها والتضحية في طريقهم إلى التحرير والحرية.
لذلك، تحايلت اللقطات الفورية على كافة أنواع الرقابة، وأظهرت أهمية عدد الضحايا الإسرائيليين. هذه الإحصائيات هي التي جعلت عملية المقاومة الفلسطينية بارزة. ولم يسبق للاحتلال الإسرائيلي أن تعرض لمثل هذه الخسائر. على سبيل المثال؛
1. خلال النكبة الفلسطينية 30/11/1947 و20/07/1948 قُتل 5,677 إسرائيلياً، بمعدل 24 يومياً.
2. في نكسة 1967، قُتل 736 إسرائيلياً في ستة أيام، بمعدل 123 يومياً.
3. في حرب أكتوبر 1973، قُتل 2656 إسرائيليًا خلال 19 يومًا، بمعدل 140 يوميًا.
4. في حرب لبنان الأولى عام 1982، التي دام الجزء الأول منها حوالي 3 أشهر، قُتل 658 إسرائيلياً، أي حوالي 6 يومياً.
5. في حرب لبنان الثانية عام 2006، قُتل 121 جنديًا من جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال 5 أسابيع، بمعدل 3.5 يوميًا.
6. بتاريخ 07.10.2023 عملية فيضان الأقصى، قُتل ما لا يقل عن 600 إسرائيلي في يوم واحد.
وهذا يعني أن عدد القتلى الإسرائيليين الذين قتلوا في يوم واحد، وهو 7 أكتوبر 2023، أكبر من أي رقم في أي يوم في تاريخ النضال/المعارك/حروب الصراع الفلسطيني/العربي الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة. القرن الماضي. وتشير الإحصائيات إلى حجم العملية العسكرية الفلسطينية الاستثنائية، وما تسببت فيه من خسائر عسكرية وبشرية ونفسية ومعنوية مذهلة وغير مسبوقة.
لقد عرف الفلسطينيون أن الاحتلال الإسرائيلي، كالعادة، سوف يرتكب المزيد من جرائم الحرب ضد الإنسانية، وأنهم سيتعرضون لضربة شديدة نتيجة لذلك. ومع ذلك، ولأنهم خذلوا بشكل متكرر من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي، فقد أصبحوا محبطين بمرارة، وبالتالي على الرغم من خسائرهم وحزنهم، فإنهم يشعرون بسعادة غامرة لأن غرورهم الوطني كان ينتظر في عذاب (منذ النكبة ليقولوا على الأقل) لمدة 75 عامًا لإلحاق مثل هذا الألم بمضطهديهم.
الفلسطينيون؛ أمة تعرضت للاغتصاب والسلب والتعذيب والاستغلال والسجن والتشريد والإذلال والهجر والصدمة بشكل متكرر. ومن الفاحش أن الدول الغربية، رغم حديثها عن حقوق الإنسان والديمقراطية (انظر أوكرانيا)، كانت طرفاً في هذه الجرائم ضد الإنسانية منذ عام 1917 وحتى الآن. وهكذا حولوا الفلسطينيين إلى ضحايا لضحاياهم.
لقد انتهى قرن من الإذلال في 07.10.2023 وسيتعين عليك أن تقرر في أي جانب من التاريخ أنت.
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع المغرب العربي الإخباري بل تعبر عن رأي كاتبها حصرياً.
فلسطين
عملية طوفان الأقصى
إسرائيل
حماس