إن الانتصار في أي معركة أخلاقية يعني بداية حقيقية لحسم أي صراع، وما يحدث الآن في غزة من عدوان همجي وإجرامي مستمر من قبل مُحتل قام باغتصاب أرض شعب أعزل منذ 1948 ولا يزال يرتكب حتى هذه اللحظة جرائم حرب من خلال إبادة جماعية وتهجير قسري وعمليات استيطانية والكثير من الجرائم الإنسانية، هذا المجرم المحتل يستمر في حروبه الاستعمارية والتدميرية ضد شعب لا يريد إلا حقه وتحرير وطنه والحفاظ على أرضه ولم يحلم سوى بالسلام والعيش الكريم.
هذا المحتل المدعوم أمريكياً لم يترك هذا الشعب الأعزل لكي يعيش في سلام على أرضه، بل أصبح يمارس ضده حروب قذرة يرتكب فيها جرائم حرب مكتملة الأركان من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرض وهدم المستشفيات، لم يتردد في وحشيته ولم يكتف بقتل الآلاف من الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء، ولا عشرات الآلاف من الجرحى، ولا التهجير القسري لأكثر من مليون ونصف فلسطيني من منازلهم وأرضهم، بل قصفهم وأفرغ نار حقده على أجسادهم ونفوسهم البريئة. دون مراعاة أي قوانين دولية أو حقوق إنسانية.
لقد شاهد العالم مُحتلا صهيونيا يُهزم أخلاقيا بعد تحويل قطاع بأكمله إلى مقابر للأطفال بعد أن تم قتل الآلاف من الأبرياء وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس واستهدف المؤسسات الإنسانية في غزة التي كانت تخدم المواطنين، ورأى أيضاً مقاومة لا تسعى إلا لتحرير وطنها، وتظهر للعالم كيف تكون الأخلاق عندما عاملت الأسرى الإسرائيلين معاملة إنسانية أخلاقية لتفضح ادعاءات الغرب وآلته الإعلامية الكاذبة، فكانت مشاهد تبادل الأسرى للفلسطينيين نموذجا يُدرس في أخلاقيات الحروب.
لقد انكشف زيف وكذب الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني وكل من دعم هذا العدوان الإجرامي، فهم يدعون الديمقراطية وهم يرتكبون أشنع الجرائم، لقد تحطمت كل شعارات النفاق والكذب على صخرة المقاومة في معركة أخلاقية تاريخية أكدت للعالم بأن المقاومة الفلسطينينة انتصرت وتنتصر وستنتصر في تحرير كل شبر من أرض فلسطين، وأن المحتل الصهيوني يحتضر وهو بداية الزوال.