بعد أكثر من شهرين على العدوان الصهيوني على القطاع المحاصر، يواصل هذا العدو قصفه العنيف على غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وصفها مسؤول أممي بأنها “جحيم على الأرض” مع استمرار الحرب.
آلاف الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ، وآلاف الجرحى بشكل يومي، وواشنطن ومن يقف معها يتفرّجون ويدعمون هذا الكيان المجرم الذي لم يترك بقعة في غزة الوحيدة والجريحة إلا وأفرغ سُمّه القاتل فيها .
بعد مرور 68 يوماً من هذا العدوان القذر يتأكد للقاصي والداني، أن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هي حرب أميركية بالدرجة الأولى، وأن واشنطن توشك أن تصرّح بأن عدم تحقيق الحرب أهدافها، هو بمثابة هزيمة كبرى لها لا تقل عن هزيمتها في العراق وسوريا وأفغانستان.
من المؤكد أن التحالف الصهيو-أميركي المدعوم من دول كبرى لن ينجو من لعنة غزة القادمة، ولن يحقق أي هدف من أهدافه المزعومة، لقد صمد قطاع غزة بشعبه ومقاومته في وجه هذا العدوان صمودًا أسطوريًا، فبعد مرور أكثر من شهرين، يبدو أنه لا يفصله عن النصر القادم في هذه الحرب سوى نهاية الشهر الثالث، بفعل العوامل الحاسمة التي يمتلكها، ولم يستطع الدمار أن ينتزعها منه.
يعتبر هذا الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هو العامل الأكبر في مواجهة هذه الحرب الإجرامية وإفشال مخططاتها، لقد صمد هذا الشعب المقاوم بصدور عارية، وهم يعلمون تمامًا أن هذه المواجهة تعني تدمير منازلهم فوق رؤوسهم ورؤوس نسائهم وأطفالهم، ولكن كان أملهم بالنصر أكبر من أي ألم واجهوه
لقد صدم هذا الشعب العالم المتآمر عليه وواصل دعمه لمقاومته التي أعطته العزة وكسرت جبروت الصهاينة والمتآمرين، فهذا الشعب تحمّل القصف والجوع والعطش، والنزيف والجراح المفتوحة وركام الدمار، والجثث التي لا تجد مكاناً تدفن فيه، وغير ذلك من جوانب القسوة والرعب والمآسي التي تعجز عن تحمّلها الجبال الشمّاء.
النصر آت آت بإذن الله، وغزة كانت وستكون الصخرة الصلبة التي أفشلت مخططات الأعداء وحافظت على عزة وكرامة الشعب الفلسطيني ولم تسمح للطغاة بأن ينالوا ترابها وأن يحتلوها كما احتلوا القدس والأقصى.