أثار تسليم حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية المواطن الليبي بوعجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى تورطه في قضية لوكربي ردود فعل واسعة على المستوى المحلي، حيث من الواضح أن التدخل الأمريكي في الشأن الليبي كان ولا يزال كبيرا في كل الأمور السياسية والاقتصادية لهذا البلد، واشنطن التي لم تتوانى يوماً عن بث الفتن في بلاد شمال إفريقيا تعتقل من يقف في وجهها ويرفض أوامرها.
الولايات المتحدة تتهم دولاً في قضايا حقوق الإنسان وهي أبعد من أي حقوق تخدم الشعوب العربية والإسلامية، فآلة الاعتقال والبطش التي تستخدمها أصبحت مكشوفة اليوم ومنددة من قبل كل عربي وإسلامي مقاوم، قضية بوعجيلة مسعود المريمي ليست قضية اعتقال فحسب، بل إنها خذلان لحقوق الشعب الليبي وكشف التآمر عليه من قبل عملاء أمريكا في الداخل الليبي، فليبيا التي عانت من ويلات الحرب لاتزال تدفع أثماناً باهظة نتيجة التفكك بين أبنائها.
لقد أدان المجلس الأعلى لقبائل فزان وكافة المكونات الاجتماعية في بلدية وادي عتبة، عملية اختطاف المواطن بو عجيلة مسعود من منزله، ودعا المعتصمون خلال بيانهم، مجلسي النواب والدولة والنائب العام العمل تجاه عدم فتح قضية لوكربي مجددا، مشيرين إلى أن إعادة فتحها سيترتب عليها آثار سلبية تؤثر على الدولة الليبية، كما استنكر أهالي اجدابيا ما قامت به حكومة الدبيبة من تسليمها لبوعجيلة للولايات المتحدة الأمريكية، واعتبروا هذا الفعل خيانة كبيرة بحق أبناء الشعب الليبي وبحق وحدتهم واستقرارهم.
اختطاف مواطن ليبي من قبل قوة مهيمنة وهدفها الاحتلال تعد جريمة كبرى بحق ليبيا، وكما أوضح المترشح البرلماني أحمد زايد بأن الشرذمة التي استولت على السلطة قدموا بوعجيلة مسعود قربانا للولايات المتحدة في قضية قفلت منذ أكثر من أربعة عشر عاما.
بلا شك أن تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا أدى إلى استضعافها من قبل دول الاستكبار، وهذا ما يثير مخاوف الليبيين، فاليوم بو عجيلة وغد لا نعرف من سيكون الضحية التالية بأيد واشنطن، إذاً يتوجب على الشعب الليبي أن يطالب بالإفراج وتخليص بو عجيلي من أيدي الأمريكيين لإعادة الهيبة للسيادة الليبية.