بدت حملات التضامن الواسعة من الرياضيين ونجوم الكرة مع فلسطين معبّرة ومهمّة، لكن عندما يرتبط الأمر بما فعله النجوم الجزائريون فإنه يأتي تأكيداً لثبات هؤلاء، كما كل الجزائريين، مع القضية الفلسطينية، وهذا ليس بجديد ولا يظهر فقط عند أي حدث في القدس أو الضفة أو في حال العدوان على غزة، بل دوماً تكون فلسطين حاضرة مع الجزائريين أينما تواجدوا.
في هذه الأيام عبّر كل نجوم الجزائر تقريباً عن تضامنهم مع غزة وخصوصاً النجم رياض محرز ليكرّر الأمر أمس في الملعب رافعاً علم فلسطين عالياً، كما أن اللاعبين في مباريات الدوري الجزائري رفعوا علم فلسطين واتّشحوا بالكوفية قبل انطلاق المباريات.
إن سألت الجزائريين عن كل هذا فسيكون جوابهم بكل تأكيد: “هذا قليل على فلسطين. قليل من بلد المليون شهيد تجاه أرض المقاومين والشهداء”.
هي محطّات كثيرة أظهرت فيها الرياضة الجزائرية وتحديداً كرة القدم مدى ارتباطها بفلسطين وقضيتها المحقّة، ويجب دائماً إعادة التذكير بها لتبقى راسخة في الأذهان.
في مونديال روسيا عام 2018، كان المشجّعون في موسكو وغيرها من المدن الروسية يرفعون أعلام الدول المشاركة في الحدث العالمي، إلا أن مشجّعاً جزائرياً انتشرت صوره وهو يجول في موسكو حاملاً علم فلسطين وليس علم ألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا أو إنكلترا أو غيرها من المنتخبات.
من الممكن أن يقول البعض أن هذا المشجع رفع علم فلسطين باعتبار أن منتخب الجزائر لم يتأهّل إلى مونديال روسيا، لكن هذا غير صحيح، إذ ماذا عن مئات المشجّعين الجزائريين الذين رفعوا العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الجزائري في مونديال البرازيل عام 2014 الذي كان منتخب الجزائر متواجداً فيه؟
الانتصار واحد
هذا يتأكّد أكثر في ما حصل في بطولة أمم أفريقيا قبل عامَين. إذ كما أن الجزائر تعبّر حالياً عن تضامنها مع فلسطين وتحتفل بانتصار مقاومتها في غزة، فإن الفلسطينيين تشاركوا مع الجزائريين فرحة الانتصار والتتويج بلقب تلك البطولة، تماماً كما أن الجزائريين لم ينسوا فلسطين طيلة فترات البطولة.
إذ كان مؤثّراً مشهد المشجّعين الجزائريين وهم يهتفون لفلسطين ومنتخبهم بعد فوزه على نيجيريا في نصف النهائي وتأهّله إلى المباراة النهائية. كم هم مدهشون هؤلاء، إذ إن منتخبهم في قلب التحدّي وفي ذروته، لكن هذا لم ينسهم القضية الأساس وهي فلسطين.
كذلك وعند احتفال المنتخب الجزائري باللقب في شوارع العاصمة الجزائرية رفع اللاعبون علم فلسطين، كما كان المشجّعون أيضاً يلوّحون به، علماً أن هذا ما فعلوه أيضاً بعد عودتهم من مونديال البرازيل احتفالاً بوصولهم إلى دور الـ 16 وأدائهم الرائع حيث كانوا قريبين من التأهُّل إلى ربع النهائي.
في المقابل، كانت الاحتفالات في الضفة وغزة بتتويج المنتخب الجزائري، حيث احتشد الفلسطينيون في الشوارع وهم يهتفون للجزائر.
ماذا نقول أكثر عن الجزائريين في وفائهم لفلسطين وقضيتها؟ كل ما نقوله لا يكفي، لكن يجب دوماً أن نتذكّر ذاك المشهد المؤثّر جداً عندما هتف المشجّعون الجزائريون بالآلاف لمنتخب فلسطين بعد تسجيله هدفاً في مرمى منتخب الجزائر في مباراة ودية أُقيمت في العاصمة الجزائرية قبل عدة أعوام. هل رأيتم هذا سابقاً بأن مشجّعين يهتفون لمنتخب سجّل في مرمى منتخبهم؟ نعم، هذا لم يحصل إلا مع الجزائريين، إذ إن انتصار فلسطين هو دائماً انتصارهم، فكيف إذ كان على العدو؟.
الميادين