إن عملية (طوفان الأقصى) التي شنتها المقاومة صبيحة يوم السبت الماضي عملية مدهشة خضّت الكيان الصهيوني بطريقة تضاهي الهجوم الذي شنته سوريا ومصر قبل نصف قرن تحديدا، وقد استفادت المقاومة من يوم (عيد العرش) الذي صادف يوم السبت لتزرع في عقول اليهود صدمة تاريخية جعلتهم يخافون من الأيام القادمة.
يعيش المحتل الآن حالة من الرعب والفزع على أثر هجوم (طوفان الأقصى) المباغت الذي شنته المقاومة على منطقة غلاف غزة، وهو الهجوم الذي أسفر في حصيلته الأولية عن مقتل 600 جندي ومستوطن وجرح 2000 آخرين فضلاً عن أسر العشرات من جنود وقادة جيش الاحتلال وجلبهم إلى قطاع غزة. فهذا الفشل للعدوان الإسرائيلي يفوق بكثير فشله في حرب 1973.
لقد ظهر الفشل الذريع للاحتلال في إخفاق أجهزته الاستخباراتية في الحصول على معلومات مسبقة عن الهجوم لمحاولة تقليل الأضرار الحاصلة، كما أن قوات المقاومة حققت نجاحاً كبيراً في تخطيطها الاستراتيجي والدقيق من خلال اتمام العملية بسرية تامة بعيداً عن العيون الاستخباراتية للجيش المحتل.
كما تمثل فشل الاحتلال في تهاوي دفاعاته البرية والبحرية والجوية أمام الهجوم الذي شنته المقاومة، فقد تبخر الجدار الحدودي أمام نيران المقاومة الفلسطينية مما أثار صدمة كبيرة في نخب جيش الاحتلال التي لم تتمكن من صد الهجوم.
من خلال ما شاهدناه من أحداث في الأيام الماضية نستنتج أن شباب المقاومة الفلسطينية يعرفون ما يقدمون عليه، لديهم طاقة صبر واليأس لا يصل إليهم، إنهم يستغلون الفرص وسيشكلون رعباً كبيراً لجيش الاحتلال حتى زواله عن آخر شبر من الأرض الفلسطينية.