نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقالَ رأي لباحثة إسرائيلية، تتحدث فيه عن الضغوط التي تمارسها عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة، على قيادة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الباحثة الإسرائيلية، ميراف زونسزين، إنّ “الأسرى المفرج عنهم وعائلاتهم وعائلات من بَقَوا في غزة لم يظهروا فقط كونهم من أشد منتقدي الحكومة الإسرائيلية في جهودها الحربية، ورمزاً لفشلها في حماية “شعبها”، بل أيضاً كمجموعة الضغط الرئيسة داخل إسرائيل، والتي تدفع من أجل مسار سياسي لإطلاق سراح الرهائن المتبقِّين”.
وأشارت إلى أنّه “طوال أسابيع، يخيّم أهالي الأسرى” قرب مقر وزارة الأمن في “تل أبيب”، و”يطالبون بمتابعة المسار الدبلوماسي إلى جانب العمليات العسكرية، ويؤكدون أنّه، مع كل يوم يُمضونه في الأسر، تصبح حياة الأسرى أكثر عرضة للخطر”.
والأسرى الذين عادوا يروون قصصهم بالتدريج، ويمكن أن ترى على وجوههم الصدمة والشعور بالخيانة، بحيث كانوا يتعرّضون للغارات الجوية الإسرائيلية. وبالتالي، فإن لديهم إحساساً بسيطاً بما يمرّ فيه سكان غزة، بحسب ما جاء في مقال زونسزين.
وذكرت الباحثة الإسرائيلية أنّ هناك “أسرى مفرَجاً عنهم قالوا إنّ الغارات الجوية الإسرائيلية كانت واحداً من أكبر مخاوفهم في أثناء احتجازهم في غزة. ولدى عودتهم، حذّر البعض مجلس الوزراء من أن الهجوم العسكري الإسرائيلي يعرّض الأسرى المتبقين للخطر”.
ولفتت إلى أنّه على الرغم من أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير أمنه أكدا مراراً وتكراراً أنّ “الهجوم البرّي وحده هو الذي يمكنه إعادة الأسرى، إلا أنّ ذلك لم يتحقق”، مشيرةً إلى أنّ “بين الرهائن الـ136 المتبقين، يُفترض أنّ 23 قد ماتوا”.
وختمت الباحثة الإسرائيلية بالقول إنّ “عائلات الأسرى تدعو إسرائيل إلى القيام بشيء جذري، وهو تبني المفاوضات السياسية للوصول إلى النتيجة المرجوّة. وهذا الأمر يعني أن هناك خيارين واضحين أمام الإسرائيليين، هما إما القتال الذي لا نهاية له، وإمّا المشاركة السياسية والتي تفضي إلى نتيجة مرغوب فيها أكثر”. وهو ما يعني أن الإسرائيليين، وفقاًَ لذلك، باتوا أمام “خيارين: اليأس أو الأمل؛ الموت أو الحياة”.