علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تجميد العمل بالتعديلات القضائية مع إصراره على عدم التنازل عنها.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تعليقاً على ذلك، إنّ نتنياهو “خضع للاحتجاجات لكنّه لم يتخلَّ عن عادته في التحريض والتقسيم”.
وذكرت “هآرتس” أنّ تأجيل التشريع هو “انتصار مدوٍّ للاحتجاج، وسيسمح بفحص مدى صدق نوايا نتنياهو الذي بدا أمس مهزوماً مستنزفاً”.
وأضافت الصحيفة أنّ “المتظاهرين نجحوا في الواقع في جعله يجثو على ركبتيه، لكن من أنزله إلى الأرض كان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي عيّنه بنفسه”.
يُذكر أنّ نتنياهو تراجع أمس عن المضي قدماً في خطة التعديلات القضائية، وقرّر تجميد العمل بها لغاية الدورة الصيفية لـ”الكنيست” التي تنتهي في تموز/يوليو المقبل، وذلك بعد أن شهدت “إسرائيل” موجة احتجاجات وتهديدات غير مسبوقة بالإضراب العام في المؤسسات الصحية والمرافئ الحكومية، ما أدّى إلى فقدان السيطرة داخل الأراضي المحتلة، ودفع بجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رفع حالة التأهّب.
المختلفة في “الكنيست” ولمنظمات المجتمع المدني والجهات المعنية بعرض مواقفها وأفكارها المختلفة.
من جانبها، أعلنت كتلة “المعسكر الوطني” أنّ رئيس الحزب غانتس قرر تعيين أعضاء “الكنيست” جدعون ساعر وحيلي تروفر وأوريت فركش هاكوهين والمحامي رونين أبياني، في طاقم الحوار الذي سيرسله من جانب الحزب إلى ديوان رئيس الاحتلال الإسرائيلي.
يُشار الى أنّ غانتس أعلن، في وقتٍ سابق، أنّه تحدث مع نتنياهو مرحباً بقراره وقف التشريعات في إطار التشريعات القانونية، وطالبه “بالعدول عن قراره عزل وزير الأمن يوآف غالانت وإبقائه في منصبه”، معتبراً ذلك “ضرورياً لتهدئة النفوس خلال هذه الفترة”.
بدوره، عيّن رئيس المعارضة يائير لابيد طاقم المفاوضات للمناقشات التي ستجري في مقرّ رئيس الاحتلال الإسرائيلي بشأن التعديلات القضائية.
وبحسب موقع “i24news”، فإنّ الطاقم يضم عضوا “الكنيست” أورنا بربيباي وكارين ألهرار والمديرة العامة السابقة لمكتب رئيس الحكومة نعما شولتس والمحامي عوديد غازيت.
البيت الأبيض حذّر نتنياهو
على الصعيد الدولي، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّه في الساعات الـ 48 التي سبقت الكلمة التي أعلن فيها نتنياهو تعليق التشريع القضائي، تعرّض الأخير لـ “قصف رسائل تحذير من البيت الأبيض”.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ “مصادر منتدبة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذّرت من أنه يُعرّض صورة إسرائيل للخطر”.
وفي وقتٍ لاحق، وعقب تجميد الخطة القضائية من قبل نتنياهو، أكّد سفير الولايات المتحدة في “إسرائيل” توم نايدس أنّ “نتنياهو سيتلقى دعوةً إلى البيت الأبيض”.
وفي مقابلة مع إذاعة “الجيش” الإسرائيلي، صرّح نايدس أنّ نتنياهو سيُدعى الآن إلى البيت الأبيض، قائلاً: “أعتقد أن هذا سيحدث نسبياً قريباً، على ما يبدو بعد الفصح”.
وعلى خلفية إعلان نتنياهو تأجيل الخطة القضائية، قالت جهات أميركية لجهات إسرائيلية إنّها قلقة من إقالة غالانت، بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية.
المصادر أضافت أنّ “للإدارة الأميركية علاقات عمل جيدة جداً مع وزير الأمن، ولذلك هم قلقون من القرار”.
يُذكر أنّ وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها إنّ الأخير “استدعى غالانت إلى مكتبه، وقال له إنّه فقد الثقة به بعد عمل ضد الحكومة وضد الائتلاف خلال وجوده في زيارة سياسية خارج البلاد وخلال نهاية الأسبوع”، وذلك بعدما أبلغ غالانت نتنياهو، الجمعة، بأنّه سيصوّت ضد مشروع التعديلات القضائية.
وذكر الإعلام الإسرائيلي، في وقتٍ لاحق، أنّه “ليس واضحاً بعد ما إذا كان نتنياهو سيقيل غالانت، لأنّ كتاب الإقالة لم يصدر حتى الآن”. وتجدر الإشارة الى أنّ الاستقالة تدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من صدورها.
وأوضحت إذاعة “الجيش” الإسرائيلي أنّ “مكتب غالانت لم يستلم حتى اللحظة أي طلب إقالة من نتنياهو”، مشيرةً إلى أنّ “أوساط محيطة بغالانت رفضت الإجابة بشأن إمكانية قبوله بالاستمرار في منصبه إن عُرض عليه مجدداً”.