في اليوم الـ20، لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي مجازره ضد أبناء قطاع غزة، لازالت أصوات الانفجارات الناجمة عن القصف تدوي في أرجاء القطاع، وتتبعها صرخات أهالٍ وأبناء، كل منهم فقد من عائلته ما فقد من جراء العدوان.
وأظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء مؤخراً لحظة تلقي رئيس قسم الجراحة في مستشفى الأندونيسي الدكتور محمد الرن، والدكتور مؤيد الرن خبر قصف منزليهما وارتقاء عدد من أفراد عائلتيهما.
يظهر الفيديو المتداول مشهداً يتكرر في غزة بشكل يومي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث يتلقى أفراد العائلات أخباراً عن استشهاد أقربائهم، فمنهم من يحظى بدفن، وآخرون يصعب سحبهم من تحت الأنقاض، وغيرهم ممن أصبحوا أشلاء.
وعلى طرف آخر من المأساة، يجلس رجل غزاوي بجوار جثامين أبنائه وزوجته طوال الليل، ليخبرهم أنّه جلب لهم ما يكفي من الحليب لأيام عدة، لكنهم رحلوا دون أن يشربوه.
وأمام جثامينهم، بكى الرجل مودعاً طفله ذو الشهرين فقط من العمر، وأم أبنائه، مستذكراً لحظات من حياتهم قبل وقوع الفاجعة.
وتتصدر مشاهد الأطفال في غزة كل المنصات، فلهم النصيب الأكبر من العدوان، من حيث عدد الشهداء والجرحى، إذ تعبترهم آلة الحرب الإسرائيلية بنكاً لأهدافها.
وفي فيديو متداول، تظهر طفلة صغيرة وهي تعبر عن خوفها على والدتها، وحزنها، وتحاول تسريح شعرها من بقايا الأنقاض العالقة في خصله الذهبية.
وهكذا أيضاً، تلقّى مراسل الجزيرة وائل الدحدوح خبر استـشهاد عائلته في عدوان إسرائيلي استهدف منزله في قطاع غزة، أثناء تأدية عمله الصحفي.
ولأن الحياة هي ثقافة أهل غزة منذ الصغر، والحقيقة المتجذرة داخلهم مهما حاول الاحتلال تضليلها بالموت، خرج طفلان من تحت الأنقاض برفقة فريق من الإسعاف، وما كان منهما إلا شكر الطواقم، والدعاء بنجاة الباقين تحت الأنقاض.
وأمس، كثّف الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة، مرتكباً مجازر في خان يونس، بالتزامن مع سلسلة قذائف من المدفعية الحربية على رفح ومخيم البريج، بالإضافة إلى محيط مستشفى الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
يأتي ذلك في وقتٍ، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزّة، بارتفاع عدد الشهداء إلى 6546 شهيداً منهم 2704 أطفال و1584 امرأة، و364 مسناً إضافةً إلى إصابة 17439 مواطناً بجراحٍ مختلفة منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري.