التي طرحها عام 2013، وهي مبادرة تقوم على إحياء طريق الحرير القديم، من أجل تعزيز الترابط بين الصين والعالم الخارجي، من وسط آسيا إلى الشرق الأوسط، وصولاً إلى أوروبا وأفريقيا. وتسعى من خلال هذا المشروع للوصول إلى أسواق جديدة وتأمين سلاسل التوريد العالمية التي ستساعدها في مواصلة تحقيق نمو اقتصادي مستدام وضمان الاستقرار الاجتماعي، لها ولكل مشارك في المبادرة.
على الصعيد البيئي، نجح شي في محاربة التلوث. فبعدما كان في الصين 6 مدن من بين أكثر 10 مدن تلوثاً في العالم، انخفض العدد إلى 3 فقط، مع استمرار الجهود لخفض معدلات التلوث.
أما بالنسبة إلى شبكة المدفوعات الخاصة بها، فإن الصين طورتها، وطرحت عملة رقمية مدعومة من الحكومة. وهي أدوات يمكن أن تساعد بكين في تجنب استخدام الدولار الأميركي نهائياً، والتخلي عن النظام المالي العالمي الذي تقوده واشنطن.
كنظير، وخشيت أن يرسل ذلك إشارة خاطئة إلى حلفاء الولايات المتحدة.
مسار أوباما عززته راديكالية خلفه دونالد ترامب، الذي أطلق حرباً تجارية، وهدّد بفك الارتباط بين الاقتصادَين الأميركي والصيني. حينذاك، أعادت الشركات الأميركية النظر في خططها الاستثمارية في الصين، التي كانت سوقاً واعدة للنمو. خطوات أثَّرت في العلاقات الدبلوماسية، إذ وصفت “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الاجتماعات رفيعة المستوى، التي يفترض أن تكون هادئة، تحولت إلى جلسات محمومة. وإضافة إلى ذلك، تبادل الطرفان فرض العقوبات، في حين شُطبت الشركات الصينية من البورصات الأميركية.
لم يكتفِ الأميركيون وقتئذٍ بهذا الحد، بل وصلت الأمور إلى دعوتهم عبر وزارة الخارجية إلى تغيير النظام، عبر ما سموه “تمكين الشعب الصيني”. وبعد ترامب، جاء بايدن من دون أي تغيير في اتباع السياسات الإدارة السابقة، وهو ما أثبته بعدما تم الاعلان عن استراتيجية الأمن القومي.
وبينما تشهد علاقات واشنطن وبكين توترات غير مسبوقة في طبيعتها ودرجة خطرها، بعد أحداث قضية تايوان، وزيارة نانسي بيلوسي الجزيرة، أوضحت بكين اليوم أنّها “لا تستبعد استخدام القوة في قضية تايوان، ولكن فقط في حال محاولة الانفصال أو التدخل الخارجي”.
وقبل المؤتمر التاريخي غداً، ترى الصين أنّ الخلاف مع الولايات المتحدة بات هيكلياً، حيث لا ترحب واشنطن بظهور منافس لها في الساحة العالمية لديه إمكانيات اقتصادية وثقافية وعسكرية وتكنولوجية ضخمة.
أما هدف شي الشامل فهو إعادة الصين إلى ما يعتقد أنّه مكانها الصحيح كلاعب عالمي ونظير يواجه القطبية الأحادية. ونتيجةً لذلك، ومع استمرار الصين في هدفها الاستراتيجي، مقابل تعنت أميركي، فإنّ احتمال حدوث مواجهة مع واشنطن بات أمراً محتملاً بشكل متزايد. يعي شي ذلك جيداً، متباهياً بانتظام صعود الصين في مقابل الانحدار الغربي.