حلم لم يتحقق حتى الآن، ظلم مستمر لأكثر 75 سنة، خذلان مستمر إلى يومنا هذا، حسرات لم تتوقف في العودة والاستقلال، هي فلسطين، جرح العرب والمسلمين، وكل شريف ومقاوم للظلم والطغيان في جميع أصقاع المعمورة، فلسطين التي أصبحت كبش فداء للوطن العربي، لا تزال تتحمل الإجرام والإستعمار والقهر، لا تزال قضية مهضومة الحق في الأروقة الدولية، الذين يكتفون فقط بالتنديد والكلام، والكيان الصهيوني يتوسع في احتلاله وإرهابه.
نحن الآن في ذكرى تكشف حجم المصيبة التي حلت على الشعب الفلسطيني، الذي تشرد وترك أرضه وممتلكاته وكل ذكرياته لأشرس عدو عرفه التاريخ، الشعب الأعزل الذي واجه السلاح وهجر قسرياً دون رحمة، وأمله في الحياة أن يحقق أمل العودة واسترجاع حقوقه وتاريخه، لقد مرت عشرات السنين على هذا الحدث المؤلم ولم نر أي تحرك دولي ينقذ هؤلاء المظلومين، بعد أن اتفقوا على وضع كتلة سرطانية في قلب فلسطين وهي الكيان الصهيوني الغاصب.
استمرت النكبة من العام 1948 إلى العام 1967 وتم احتلال الضفة الغربية وغزة، لتصبح فلسطين التاريخية بكاملها في قبضة الاستعمار الصهيوني، وطوال هذا الوقت، عاش الفلسطينيون في الوطن مع تقييد الحركة، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وإنشاء المستوطنات، والاعتقالات، وعمليات الإعدام خارج القانون، والتمييز العنصري الكثيف، وعاش الفلسطينيون المهجرون وأجيالهم مع مشاعر الغربة وفقدان الهوية، ذنبهم الوحيد أنهم وحيدين أمام هذا العالم المتسلط الجائر.
حلم العودة هو كرامة كل فلسطيني ينظر إلى العلم الفلسطيني بحب وشجاعة لهدف رفعه في أرض الوطن وطرد المستعمرين الذين ورثوا آلة الإرهاب والقتل عن أجدادهم ومن سلمهم مفاتيح فلسطين الجريحة، بعد أن سرقوا ودمروا عراقة هذا البلد وكأنهم جاؤوا لإفراغ نار حقدهم الدفين في هذه الأرض الطاهرة.
استمر الاحتلال في ظلمه بعد النكبة وأكمل هجمته الدينية بعد حرب 67، حيث أصبح يتحكم في المسجد الأقصى، ويمنع كثيرا من فلسطيني الداخل من التوجه إلى القدس للصلاة فيه، كما قام كثيرا بالهجوم والاعتداء على المصلين فيه.
لقد سعى الكيان الصهيوني منذ النكبة لصهر هوية وثقافة فلسطينيي الداخل، الذين صمدوا وبقوا في أرضهم المحتلة، حيث سعى لفرض اللغة العبرية، والترويج لها بين الفلسطينيين، كذلك حارب الثقافة الفلسطينية، وما نراه اليوم يبرهن فشل هذا الكيان في تغيير أي شيء،
تشهد هذه الأيام أيضا فصلًا من النكبة المستمرة بالهجوم الوحشي على غزة تحت أنظار صانعي ورعاة النكبة، وتشهد أرض فلسطين معركة بين الحق والباطل، بين النستعمرين والمقاونين، وسيكون من شأن ذلك أن يختصر الطريق المؤلم ويقصر أمد المعاناة نحو التحرر الفلسطيني الحتمي بعد إفشال مشروع إلغاء الفلسطينيين وإصرارهم على الوجود برغم كل قوى الشر.
ستبقى فلسطين قضية كل عربي ومسلم شريف، ستبقى هذه الأرض عزة وشرف الأمة العربية، وستبقى المقاومة الخيار الوحيد لإناء الاحتلال وطرد الغزاة وإفشال كل المؤامرات، وعودة فلسطين كدولة مستقلة وعاصمتها القدس.