كشف الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد النخالة أسباب رفض المشاركة في انتخابات السلطة الفلسطينية منذ الاتفاق عليها بين حركتي فتح وحماس أواخر العام الماضي، مؤكداً أن هذه الانتخابات ليست سوى خديعة وتضليل للشعب الفلسطيني وللعالم وحرف للبوصلة عن اتجاهها الصحيح.
وقال النخالة في حوار خاص مع “عربي21” أجري في مكان سري بالعاصمة اللبنانية بيروت وتطرق للعديد من القضايا، إن الانتخابات التي كان مقرراً أن تجرى في الأراضي الفلسطينية وتم تأجيلها لم تكن سوى “رسالة خاطئة من الشعب الفلسطيني إلى المجتمع الدولي والعالم كله، فعندما نتحدث عن انتخابات فهذا يعني أنه يوجد دولة مستقلة وشعب حر يمارس حياته الديمقراطية، وهذا ليس صحيحاً لأن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال”.
وأضاف: “خلال فترة الانتخابات كان الكل يتساءل عما يجري من حملات انتخابية وقوائم ومرشحين وخلافه، فبدا المشهد وكأننا أمام دولة ديقراطية بامتياز، في حين أنه يوجد في الضفة الغربية 600 حاجز عسكري، ويوجد 800 ألف مستوطن مسلح، وعندما تمارس كل هذه “الزفة الانتخابية” فأنتَ تقوم بتضليل الشعب الفلسطيني وتضليل العالم بأن تصور لهم أنَّ لدينا دولة ونعيش في أجواء ديمقراطية، وهذا ليس صحيحاً، الصواب هو أننا تحت الاحتلال ويجب أن نقول للعالم إننا شعب تحت الاحتلال”.
وأكد النخالة أن حركة الجهاد الاسلامي كانت وما زالت ترى أن “الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال يجب أن تظل أولويته مقاومة الاحتلال لا أن يكون لديه برنامج انتخابي. الانتخابات تُضفي شرعية على الوضع القائم وتُكرس الاحتلال”.
ويرى النخالة أن موافقة حركة حماس على المشاركة في الانتخابات إنما مرده الى وجود مأزق تريد الخروج منه، مضيفا أن “الضعف يخلق أوهاما، ويجعل الشخص يتخيل أنه لو فعل كذا فيمكن أن يتخلص من مأزقه”، في إشارة الى أن موافقة “حماس” على الانتخابات إنما ترجع الى أوهام لا صحة لها.
وأضاف: “ربما يقول إخواننا في حماس إن هذا تكتيك، وإن المشاركة في الانتخابات قد تقنع العالم بأننا عقلانيين وسياسيين وحكماء. لكن الصحيح هو أن لدينا مشروعا ويجب أن نتعامل على أساسه، ونحن يجب أن لا نيأس من الأمة، فخلفنا أمة كبيرة، ويجب أن يظل عقلنا مستيقظاً. ومعنا رأي عام كبير وأمة تؤمن بفلسطين وحق الشعب الفلسطيني وحقنا في القدس”.
وتابع النخالة: “يجب أن نكون مقتنعين -وأنا وحركة الجهاد مقتنعون تماما- أنه لو وقف كل العرب والمسلمين جميعاً في ظل موازين القوى الحالية فلن يحصلوا على دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس. لا يمكن تحقيق دولة دون إحداث تغيير جدي في الواقع وفي موازين القوى يما يفرض على اسرائيل أن تقدم تنازلاً”.
ويؤكد النخالة: “في الوضع الحالي ليس من الحكمة ولا المنطق تقديم تنازلات مجانية، إذ لا يوجد أي عروض أو حلول تم طرحها أصلا على الفلسطينيين حتى نقبل بها أو نرفض أو نقدم بعض التنازلات.. عندما يعرضون علينا شيئاً يمكن أن نفكر به. أما الآن فتقديم التنازلات يعني أنك ضعيف وليس لديك أي شيء ولا أي خيارات”.
ويقول الأمين العام لحركة الجهاد إن “السلطة الفلسطينية ليست سوى إدارات بلدية تقوم بإدارة شؤون السكان المحليين بالنيابة عن الاحتلال”.
ويضيف متسائلاً: “ماذا تمثل السلطة الآن؟ لا شيء، حيث إن إسرائيل تدخل إلى الأراضي الخاضعة للسلطة وتقوم بتنفيذ الاعتقالات وتفعل ما تريد، كما أن الأمن الفلسطيني يُقدم كل المعلومات عن الفلسطينيين الذين يمكن أن يفعلوا أي شيء ضد قوات الاحتلال، أي إن السلطة قبلت أن تكون حاكماً لشعبها بما يحقق مصلحة الاحتلال الإسرائيلي”.
يشار إلى أن حركة الجهاد الاسلامي كانت قد شاركت في كافة اللقاءات التي جمعت الفصائل الفلسطينية في القاهرة وبيروت لكنها رفضت المشاركة في انتخابات السلطة الفلسطينية وتحفظت على إجرائها أصلاً، فيما وافقت حركة حماس عليها وعلى المشاركة فيها. وتبعاً لذلك فقد أصدر رئيس السلطة محمود عباس مرسوماً رئاسياً مطلع العام الحالي يدعو فيه إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ثم انتخابات للمجلس الوطني، إلا أنه عاد وأصدر مرسوماً يقضي بتأجيل إجراء الانتخابات إلى أجل غير مسمى.
عربي 21