أعرب التحالف الدولي لحظر الذخائر العنقودية، في بيان اليوم السبت، والذي يسعى لحظر هذا النوع من الأسلحة، عن صدمته إزاء قرار الولايات المتحدة تسليم ذخائر عنقودية لأوكرانيا.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة تحالف الذخائر العنقودية، بول هانون، إنّ “قرار إدارة الرئيس جو بايدن بتسليم الذخائر العنقودية سيؤدي إلى تكبّد ضحايا رهيبة بين السكان المدنيين الأوكرانيين، سواء على الفور بعد استخدامها أو على مر السنين”.
وأضاف هانون في البيان أنّ “استخدام الذخائر العنقودية يزيد من تلوث أوكرانيا الشامل بالمخلفات المتفجرة والألغام الأرضية”.
وجاء في بيان التحالف الدولي لحظر الذخائر العنقودية أيضاً أنّ “الدول المشاركة في اتفاقية الذخائر العنقودية يجب أن تعارض أي نقل أو استخدام لهذا النوع من الأسلحة”.
كما دعا التحالف جميع الأطراف في الصراع في أوكرانيا إلى “عدم استخدام هذا السلاح بسبب الضرر المتوقع للسكان المدنيين”.
يأتي ذلك، بعدما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، في بيان، أمس الجمعة، الموافقة على تسليم نظام كييف ذخائر عنقودية، رغم إدراك خطرها على المدنيين.
وأعلن البنتاغون بالتزامن مع ذلك عن “حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والتي تضمنت ذخائر عنقودية لقذائف المدفعية، و32 عربة قتال مشاة من طراز برادلي، ونفس العدد من ناقلات الجنود المدرعة “سترايكر”، حيث بلغت قيمة الحزمة الجديدة 800 مليون دولار”.
وقال الرئيس بايدن، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن”، إنه اتبع توصية البنتاغون بشأن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، “وإن القرار كان صعباً للغاية”.
وسبق أن قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في حزيران/يونيو، إنّ الجيش الأميركي يعتقد أنّ الذخائر العنقودية ستكون مفيدة لأوكرانيا في صد القوات الروسية، لكن لم تتم الموافقة عليها بعد لكييف بسبب قيود يفرضها الكونغرس ومخاوف لدى دول حليفة.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنّ واشنطن تنوي تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية بشكلٍ مؤقت إلى غاية 2024، من أجل تغطية العجز الذي تعانيه قوات نظام كييف في الذخيرة.
وتعليقاً على نيّة الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بهذه الذخائر، حذّرت موسكو واشنطن من “التصعيد العنقودي”.
وقال الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، للصحافيين إنّ “إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بالذخائر العنقودية سيكون خطوة أخرى نحو التصعيد”، مضيفاً أنّ “هذه خطوة أخرى باتجاه تصعيد الصراع”.
وعادةً ما تطلق الذخائر العنقودية، والتي تحظرها أكثر من 120 دولة، عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة الأقل حجماً لتقتل أشخاصاً على مساحة كبيرة بشكلٍ عشوائي، مما يهدّد حياة المدنيين.
وتعدّ الذخائر العنقودية خطرة، لأنّها تنثر “قنابل صغيرة” عبر مناطق شاسعة يمكن ألا تنفجر عند الاصطدام، لكنها قد تشكل خطراً طويل الأمد لأي شخص يواجهها، على غرار الألغام الأرضية.
وفي وقت سابق، كشفت “هيومن رايتس ووتش” أدلةً جديدة على استخدام كييف ألغاماً محظورة.
وسبق قرار تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية أن لامت كييف الغرب على نجاح روسيا في صدّ الهجوم المضاد.
