نفى مسؤول في وزارة الدفاع في حكومة المجلس الرئاسي اليمني المعين سعودياً، اليوم الأربعاء، أنباء مشاركة الحكومة في تحالف دولي جديد لـ”حماية خطوط الملاحة”.
أتى ذلك بعد أنباء تداولتها وسائل إعلامية عن أنّ الحكومة تلقت دعوة من الولايات المتحدة للمشاركة في تحالف عسكري متعدد الجنسيات لمواجهة “الهجمات” في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب.
وقد أعلنت الولايات المتحدة عن سعيها لتشكيل تحالف دولي لـ”حماية الملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب من التهديدات اليمنية”، وفق قولها.
وفي وقتٍ سابق، أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أنّ واشنطن تُجري محادثات مع دول أخرى بشأن إنشاء قوة عمل بحرية في البحر الأحمر.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إنّ الولايات المتحدة تركز حالياً على توفير قدرات عسكرية كافية “لردع التهديدات في البحر الأحمر”.
في غضون ذلك، كشفت كالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ السعودية والإمارات غير مُهتمتين بإعادة فتح ملف الحرب ضد اليمن، وذلك بعد محادثات أجرتها واشنطن بشأن تحرّك عسكري محتمل ضد صنعاء على خلفية الهجمات على سفن إسرائيلية في البحر الأحمر.
تحذيرات يمنية
في هذا السياق، حذّرت أحزاب اللقاء المشترك في صنعاء أي فصيل أو مكون يمني من الانضمام لأي تحالف يخدم الاحتلال الإسرائيلي.
وأكّدت أحزاب اللقاء المشترك أنّ “أبناء الشعب اليمني سيقفون ضد أي مكون ينخرط في أجندة العدو الصهيوني تحت غطاء حماية الملاحة”.
يأتي ذلك بعدما استهدفت القوات البحرية اليمنية سفية “أستيرندا” التابعة للنرويج بصاروخ مباشر خلال اتجاهها إلى الموانئ الإسرائيلية، وبعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية.
وأكّدت القوات المسلحة اليمنية استمرارها في منع السفن من كل الجنسيات كافة المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في بحر العرب، والبحر الأحمر، حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال ما يحتاجه أهلها من غذاء ودواء.
في هذا الإطار، نصح عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، بـ”تجنب المخاطر في البحر الأحمر والاستجابة السريعة لأوامر البحرية اليمنية”، وأيضاً بـ”عدم تزوير الهوية ورفع أعلام غير أعلام الدول المالكة، وعدم الذهاب إلى الموانئ المحتلة بفلسطين”.
وأوضح الحوثي أنّ “القوات المسلحة اليمنية أعلنت بوضوح أهدافها في نصرة غزة، ومنها إيقاف العدوان الإرهابي الأميركي الإسرائيلي”.
وتؤكّد صنعاء أنّها تعمل على ضمان الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، وأنّ ما تقوم به من هجمات محصور في “منع السفن من التوجه إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي، إلى حين السماح بإدخال المساعدات إلى غزة”، وكردّ على العدوان المستمر بحق أبناء غزة.
إلى ذلك، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن الخطر الذي تشكّله التهديدات اليمنية على السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى “إسرائيل”، من الناحية الاقتصادية وليس فقط الأمنية.
وقالت إنّ “هناك خشية من التعطيل الكامل لميناء إيلات، إضافة إلى ضرائب الحرب التي تجبيها شركات الشحن البحري الكبرى بسبب خطر تعرّضها لنيران من الساحل اليمني”.
واختتمت بالقول إنّ “الجبهة التي لا تردّ فيها إسرائيل أبداً هي التي تعرّض أكثر من أي شيء آخر استقرارها الاقتصادي للخطر”، في إشارة إلى اليمن.