اعتبر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أنّ بناء المحطات النووية “جزء ضروري ولا يتجزأ من حاجات البلاد”، مؤكداً أنّ “إيران لم تمتلك دورة الوقود النووي فقط، بل حققت ايضاً الكثير من التقدم في سائر المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا النووية”.
وقال كمالوندي الذي يشغل أيضاً منصب مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للشؤون الدولية والقانونية والبرلمانية، اليوم الأحد، في مقال له حول التقدم المنجز في مجال الصناعة النووية في البلاد: “بعد مضي 16 عاماً على الحصول على إمكانية تخصيب اليورانيوم، نحيي اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية”.
وأضاف: “لم تصبح اليوم الجمهورية الاسلامية الإيرانية مالكة تماماً لدورة الوقود النووي فقط، بل حققت أيضاً الكثير من التقدم في سائر المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا النووية”.
وتابع كمالوندي: “يمكن تقسيم التقدم في التكنولوجيا النووية الإيرانية الى 4 مجالات أساسية هي “استخدامات الأشعة” و”الطاقة” و”إنتاج الوقود” و”الأبحاث والتنمية”، مشيراً إلى أنّه لا يقتصر فقط على أجهزة الطرد المركزي.
ونوّه المسؤول الإيراني بالإنجازات التي تحققت في مجال الصناعة النووية، ومنها إيجاد خط لإنتاج كبسولة الدواء المشع “يود 131” المستخدم في علاج أمراض السرطان، والاستفادة من الإشعاع النووي للتعقيم وإصلاح البذور وجعل البذور مقاومة أمام قلة المياه، واستخدام أشعة غاما لمعالجة سمّ زنبور العسل للاستعمالات الطبية، وكذلك تطوير المنتوجات المتعلقة بالماء الثقيل.
واعتبر أنّ من جملة الإنجازت المتحققة بجهود الكوادر المحلية المتخصصة رغم الحظر المفروض، تمكّن إيران من “إنتاج برمجية لتزويد محطة بوشهر النووية بالوقود، ونظام التعقب والقراءة المباشرة لجرعة الأشعة لدى العاملين في المحطة، للحيلولة دون حدوث حالة التسمم من تلقي جرعة زائدة”.
وحول دورة الوقود قال: “بعد امتلاك دورة الوقود المتمثلة بالتنقيب عن اليورانيوم والتوليوم وتبديل المواد الخام الى مواد مركزة وكعكة صفراء وتخصيب وإنتاج الوقود وإدارة نفايات الوقود، فقد تمكنا من الوصول الى إنتاج الزيركونيوم المستقر، وهي مادة لها استعمالات في صناعة الطائرات والسيارات ايضاً”.
كما أشار إلى إنتاج صفحة وقود “السيليسايد”، وإنتاج وقود مفاعل “خنداب” في آراك للماء الثقيل، واختباره في مفاعل طهران للأبحاث، بالإضافة إلى إنتاج 1000 جهاز للطرد المركزي من طراز “IR6” وعدد ملحوظ من اجهزة الطرد المركزي “IR2M” و”IR4″، وتطوير أجهزة قياس نقاوة “التلوريوم” والتوصل الى إمكانية الترميز الكوانتومي حتى مسافة 7 كم.
وقال كمالوندي إنّ “هذا الحجم من التركيز على تطوير التكنولوجيا النووية، التي يمكنها أن توفر للبلاد مئات الملايين من الدولارات، وأن تستفيد العديد من الصناعات منه، يأتي في وقت تركز فيه الدول الغربية على إثارة الخوف من زيادة التخصيب في إيران، وبالذات حول مزاعم إنتاج السلاح النووي، وسعت بهذه الوسيلة لحرماننا من الوصول إلى مثل هذا النطاق الواسع من التكنولوجيا التي لا تقل أهمية عن التخصيب”.
وأضاف: “لا ننسى بأنّ قيمة الميلّيغرام الواحد من الماء الثقيل تصل الى عشرات آلاف الدولارات، وفضلاً عن قيمته الاقتصادية فإنّه مهم في استخدامه بالأدوية المشعة، وقد شمله الحظر المعادي للإنسانية”.
وأكّد كمالوندي الاستمرار في بناء محطة “دارخوين” النووية في محافظة خوزستان بطاقة 360 ميغاواط، وقال إنّ “المخطط هو لتوليد 10 آلاف ميغاوط من الطاقة الكهروذرية، مذكراً بأنّ المحطات النووية لا تعدّ أمراً كمالياً، بل جزءاً ضرورياً ولا يتجزأ من حاجة البلاد”.
وفي وقت سابق اليوم، أمل رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، بأن يفضي الرصيد القيّم للمعرفة والتكنولوجيا النووية المتطورة إلى اتفاق جيد في المفاوضات النووية يعود بمصالح اقتصادية للشعب الإيراني.
وشدد على أنّ المجلس الحالي يؤكد كما في الماضي على هذا المبدأ وهو أن “المفاوضات النووية يجب أن تؤدي إلى تحقيق مصالح اقتصادية مضمونة ومستديمة وملموسة لكل أبناء الشعب الإيراني الأبي”.
وفي السياق نفسه، أزاح رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي الستار، أمس السبت، عن تسعة إنجازات نووية جديدة، وذلك بالتزامن مع اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، وصرّح: “لن نربط أبحاثنا ودراساتنا في المجال النووي السلمي برغبات ووجهات نظر الآخرين”.
وأضاف أنّ امتلاك إيران للتكنولوجيا والعلوم “حقّ لا نقاش فيه”، مؤكداً أنّ حكومته “سوف تدعم هذه الأبحاث”.