لم يكن اغتيال الحاج قاسم أمرا عاديا بالنسبة للكيان الصهيوني وأمريكا، فهذه العملية كانت بمثابة مغامرة لم تحسب عقباها، بل ولم تحسب ايضا نتائجها، كان هم امريكا وإسرائيل التخلص من قائد أرعب قواتهم في المنطقة، وأفسد كل مشاريعهم في المنطقة لسنوات، وكانت الضربة القاضية لهم هي القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، الذي ربوه ودربوه ليكون الجندي المخلص لهم في إجرامهم واحتلالهم في الشرق الأوسط.
الدور الذي لعبه الشهيد الحاج قاسم سليماني بتطوير مقاومة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده بوجه الاحتلال، قد هزّت اركان المحتل وعمقه واربكت المشروع الامريكي الاسرائيلي واطماعهما.
فأهم ما يميز الشهيد الحاج قاسم سليماني هو انه كان في غاية التواضع رغم انه كان يصنف في الدوائر الامريكية والغربية والاسرائيلية انه من اخطر الشخصيات على المشروع الامريكي والصهيوني، لقد امتلك هذه الخصائص التي أهّلته ليكون في هذه المرتبة والمكانة من حيث التأثير وتعزيز الحضور للمشروع الاسلامي في المنطقة ككل.
الشهيد سليماني كان يؤمن ان فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين، وهي تمثل الكشّاف لمواقف الآخرين وانها المعيار لمدى صدق اي انسان في حديثه عن الاسلام عن مشروع الاسلام وعن امة الاسلام،
الطغاة والمستبدون لا يتعظون أبدا بدورس التاريخ، ولا يقرؤون الواقع جيدا لذلك هم يقومون بعمليات الاغتيال هذه بين فترة واخرى للقادة الذين يشكلون عقبة أمام استقرار مشاريع أعداء الأمة العربية والاسلامية.