قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اليوم الخميس، إنّه “لا ننظر إلى إسرائيل كعدو بل ننظر إليها كحليف محتمل”.
وأضاف ابن سلمان في حوار مع مجلة “أتلتنك” الأميركية أنّه “يمكن أن تكون إسرائيل حليفاً في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك وحل مشاكلها مع الفلسطينيين”.
ابن سلمان: سنستمر في المناقشات مع إيران
وأشار إلى أنّ “إيران دولة جارة وستبقى جارتنا للأبد، وليس بإمكاننا التخلص منها وليس بإمكانها التخلص منا”، مؤكّداً أنّه “من الأفضل أن نحل الأمور مع إيران وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش، وقد قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات”.
وشدد ابن سلمان على أنّه “سنستمر في تفاصيل المناقشات مع إيران”، متأمّلاً الوصول إلى موقفٍ يكون جيداً لكلا البلدين، و”يشكل مستقبلاً مشرقاً للسعودية وإيران”.
وتابع: “أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيراً سواءً إيران أو أي دولة أخرى”، مضيفاً أنّه “لا نود أن نرى ذلك، ولا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة”.
“لدينا علاقات رائعة ومذهلة مع قطر”
وعن العلاقات السعودية القطرية، أكّد ابن سلمان أنّه “لدينا علاقات رائعة ومذهلة مع قطر”، واصفاً”أمير قطر، بـ “الشخص الرائع، والقائد الرائع”، و”كذلك الحال لبقية قادة دول الخليج”.
وأوضح أنّ “دول مجلس التعاون الخليجي لديها نفس النظام ونفس الآراء السياسية بنسبة 90% على ما أعتقد”، لافتاً إلى أنّه “نواجه نفس المخاطر الأمنية ونفس التحديات والفرص الاقتصادية ولدينا كذلك نفس المجتمع والنسيج الاجتماعي”.
ووفقاً لابن سلمان، فإنّ “هدف دول الخليج وتركيزها منصبّ على كيفية بناء مستقبل رائع”.
ابن سلمان: لا يحق لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية
ورداً على سؤال ما إذا كان يريد أن يعرف الرئيس الأميركي جو بايدن شيئاً قد لا يعرفه عنه، أجاب ابن سلمان: “ببساطة إنّ هذا لا يهمني”.
كما لفت إلى أنّ “الولايات المتحدة تعي ما ينبغي عليها فعله لتنمية مصالحها السياسية والاقتصادية معنا”، مشيراً إلى أنّ “استثمارات السعودية في أميركا بلغت 800 مليار دولار”.
وأكّد ابن سلمان وفقاً لذلك، أنّه “كما لدينا فرصة لتعزيز مصالحنا مع واشنطن، لدينا فرصة لخفضها”، لافتاً إلى أنّ “الاستثمارات السعودية في الصين أقل من 100 مليار دولار، ولكنها تنمو بسرعة كبيرة”.
هذا وتطرّق ابن سلمان في مقابلته مع مجلة “أتنلنتك” الأميركية إلى الشأن الداخلي السعودي، قائلاً إنّه “لا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشال رؤية المملكة 2030”.
وتابع: “يمكنك إبطاؤه بنسبة 5%، هذا أكثر ما تستطيع فعله، ولكن أكثر من ذلك لا يستطيع أحد فعل شيء”، مؤكّداً أنّه “لا يحق لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية، فهذا الأمر يخصنا كسعوديين فقط”.
وبحسب ابن سلمان، فإنّ “السعودية يعيش فيها السنة والشيعة بمختلف مذاهبهم، ولا يوجد احتكار للرأي الديني”.
وأضاف: “دولتنا قائمة على الإسلام وعلى الثقافة القبلية وثقافة المنطقة وثقافة البلدة والثقافة العربية والثقافة السعودية وعلى معتقداتها وهذه هي روحنا”، مؤكّداً أنّ بلاده تسعى إلى التطوير بناءً على ما لديها من مقومات اقتصادية وثقافية.
“جماعة الإخوان لعبت دوراً ضخماً في صناعة التطرف”
أمّا بشأن جماعة “الإخوان المسلمين”، فاعتبر ابن سلمان أنّ “جماعة الإخوان لعبت دوراً ضخماً في صناعة التطرف، وأنتجت بن لادن والظواهري”.
وتابع أنّ “جماعة الإخوان المسلمين تلعب دوراً كبيراً وضخماً في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يعد كجسر يودي بك إلى التطرف”، ورأى أنّه “عندما تتحدث إليهم، لا يبدون وكأنهم متطرفين، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف”.
وقال ابن سلمان إنّ “المتطرفين اختطفوا الدين الإسلامي وحرفوه بحسب مصالحهم ويحاولون جعل الناس يرون الإسلام على طريقتهم، والمشكلة هي انعدام وجود من يجادلهم ويحاربهم بجدية”.