لا مجال للصدفة في هذه الأمور، حضور كاتب الدولة الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس مجلس حرب “الكابينيت” الصهيوني كان لإعطاء الضوء الأخضر لاستئناف عملية الإبادة.
بلينكن استهزأ بالعالم طبعا عبر تصريحه أنه يتعين على دولة الاحتلال السهر على عدم إلحاق الضرر بسكان غزة، كلام لا معنى له فهو أول من يعلم أنه يستحيل على الاحتلال تفادي إحداث مجازر في أكثر مناطق العالم كثافة سكانية.
الرسالة الأمريكية الواضحة كما كانت واضحة في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن، لا يهم أن يموتوا فهم عرب ومسلمين ووجب إبادتهم. العدوان الدائر في غزة ليس له عنوان آخر غير حرب عرقية ودينية، فمستشار الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أذرف دموعا عند بداية الحرب في أوكرانيا لأن الضحايا مسيحيون ومن أصحاب العيون الزرق، لكنه لا يزال يبرر مجازر الصهاينة بعد أكثر من شهرين من التقتيل والإبادة لأن الضحايا من أطفال المسلمين.
شأنه شأن كل المسؤولين في الغرب، لا يكترثون مما يحصل في غزة لسبب واحد الضحايا ليسوا من بني دينهم وجلدتهم. فلم يكترثوا لقتل مليون عراقي من قبل و650 ألف أفغاني فلن يتحرك لهم جفن اليوم لسكان جباليا وخانيونس. الرسالة كانت واضحة منذ البداية حين قال بلينكن خلال زيارته الأولى مع بداية العدوان “جئت هنا كيهودي..” واضعا أسس حرب دينية وعرقية لن تنتهي الا بقتل أكبر عدد ممكن من سكان غزة.
هؤلاء يعلمون أنه يستحيل عليهم القضاء على المقاومة فالمقاومة فكرة والفكرة لن تموت فهي مغروسة في قلب كل عربي ومسلم و”في قلب الجنين مكتوبة فلسطين..”، فما يقومون به ما هو إلا تقتيل وانتقام وإبادة ممنهجة بمشاركة الصهاينة العرب.