عاد النجم الفرنسي نغولو كانتي إلى الملاعب في مباراة فريقه تشيلسي قبل أيام أمام أستون فيلا في الدوري الإنكليزي الممتاز، وذلك بعد ابتعاد نحو 8 أشهر بسبب الإصابة حيث لم يلعب مع فريقه سوى 3 مباريات هذا الموسم في “البرميير ليغ”.
تلك الإصابة التي تسبّبت بإبعاد كانتي عن بطولة كأس العالم 2022 والذي تأهّل فيه منتخب فرنسا إلى النهائي الذي خسره أمام منتخب الأرجنتين.
عودة كانتي إلى الملاعب وإلى فريقه بعد كل هذه الفترة كانت موضع ترحيب ومحل سعادة من زملائه نظراً لأهمية اللاعب من الناحية الفنية، والأهم نظراً لشخصية هذا اللاعب المحبّبة من الجميع في تشيلسي وأينما حلّ كانتي.
زميل كانتي في الفريق، الألماني كاي هافيرتز، تحدّث عن هذا الجانب بجملة واحدة خلال ترحيبه بعودة اللاعب الفرنسي حيث قال في تصريحات نقلتها الصحف الإنكليزية: “كانتي لم يبدّل هاتفه منذ فترة طويلة، ولا تعنيه الملابس وفقاً للموضة وسيارته ليست من الطراز الفاخر”.
التواضع في شخصية كانتي
هكذا اختصر هافيرتز شخصية كانتي وهي ليست التواضع فقط رغم النجومية، بل الكل يتحدث أيضاً عن خجل هذا اللاعب وإبدائه الاحترام للجميع وحتى أنه لا يتحدث إلا نادراً جداً أمام وسائل الإعلام حيث لا ينتقد هذا أو ذاك، بل كل ما يعنيه هو أن يؤدي دوره في الملعب.
أما عن التواضع في شخصية كانتي فيمكن ملاحظته في ما تحدث عنه هافيرتز وهذا ليس جديداً بالنسبة للنجم الفرنسي، إذ لطالما تحدثت عن هذا الجانب التقارير الصحافية، ولطالما أكده كانتي في حياته التي يبتعد فيها عن البذخ والاستعراض على الرغم من راتبه المرتفع في تشيلسي، إذ إنه من اللاعبين القلة الذين لا يرتدون الملابس وفقاً للموضة وهو إضافة إلى ذلك يقتني سيارة إنكليزية الصنع هي في متناول أكثر الناس من حيث سعرها.
مثلٌ على هذا التواضع المذهل في شخصية كانتي نجده في ما تحدثت عنه الصحف الفرنسية بعد تتويج منتخب فرنسا بلقب كأس العالم والذي كان لكانتي دور بارز فيه. إذ إن هذا النجم وبعد انتهاء الاحتفالات في شارع “الشانزيليزيه” الشهير في باريس شوهد وهو يطلب سيارة أجرة للعودة إلى منزله.
خجل رغم النجومية
أما عن الخجل في شخصية كانتي فيتحدث عنه كل من يعرف هذا النجم، وقد برز واضحاً خلال احتفالات منتخب فرنسا في الملعب في موسكو بالتتويج بلقب كأس العالم 2018، حيث كان اللاعبون الفرنسيون يركضون ويرفعون كأس العالم باستثناء كانتي الذي كان يشاهدهم، فما كان من هؤلاء غير أن طلبوا منه رفْع الكأس والتقاط صورة تذكارية.
طفولة صعبة
لكن وراء هذه الشخصية ثمة طفولة صعبة مرّ بها كانتي الذي هاجر والده من أفريقيا وتحديداً من مالي إلى فرنسا في الثمانينيات. لكن رغم وجودها في باريس، فإن عائلة كانتي عانت ظروفاً صعبة ما اضطر هذا النجم وهو فتى إلى أن يعمل في جمع القمامة وبيعها للشركات لإعادة تدويرها وكسب المال لمساعدة أسرته.
هذا النجم الذي أدى دوراً بارزاً حتى أكثر من غيره في قيادة منتخب فرنسا للتتويج بلقب كأس العالم 2018 كان في كأس العالم 1998 في فرنسا يجمع القمامة من الملاعب وحيث أماكن وجود المشجعين ليبيعها. بعد 20 عاماً ذلك الفتى في باريس سيرفع كأس العالم في موسكو، سيصبح البطل في عيون شعبه والعالم.
لاعب استثنائي لم يتغيّر
أضف إلى هذه الشخصية الاستثنائية فإن كانتي لاعب استثنائي على الأقلّ في مركزه حيث يبرع في وسط الملعب في الجانب الدفاعي وهو الأكفأ في قطع الكرات من المنافسين.
في مشواره الكروي توّج كانتي بألقاب كل البطولات التي خاضها باستثناء كأس أوروبا عام 2016؛ إذ فاز بلقب الدوري الإنكليزي وكأس الاتحاد الإنكليزي وكأس رابطة الأندية الإنكليزية ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي ومونديال الأندية وكأس العالم مع منتخب فرنسا، ورغم كل ذلك لم يتغيّر، ظل يرسم ابتسامة خجولة ليس أكثر.
هو نغولو كانتي الذي لم يهتمّ للشهرة والأضواء، ظل شخصاً عادياً، ولذا هو نجم غير عادي.