كشف تحليل لبيانات التصويت لجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم، “FIFA”، لفئة أفضل لاعب كرة قدم في العالم، أن التشابه الثقافي بين الناخبين واللاعبين يؤدي إلى نتائج متحيِّزة.
وانطلق الباحثان الكنديان، مايكل جونسون وإيان ماكارثي، من جامعة فريزر في فانكوفر، من دراسات إحصائية سابقة، أثبتت أن جوائز الأوسكار وجائزة أفضل لاعب كرة سلة في الولايات المتحدة تخضع للتحيز الثقافي، إذ يكون الناخب أكثر عُرضة للتصويت لمصلحة شخص من البلد نفسه، أو من الدين والجنس ذاتيهما.
وقام الباحثان بدراسة عمليات التصويت لاختيار أفضل لاعب كرة قدم في العالم، والتي يشارك فيها عادةً مدرّبو المنتخبات الوطنية وإعلاميون من 200 دولة. وغالباً ما تتعرّض نتائج التصويت للتشكيك والانتقاد بسبب استبعاد نجوم بارزين، كما حدث في التصويت الأخير، الذي رجَّح كثيرون أن يفوز به اللاعب المصري العالمي محمد صلاح، لكنّه خرج خالي الوفاض من المراكز الثلاثة الأول للتصويت.
وقام الباحثان الكنديان بتقييم بيانات التصويت، من عام 2010 حتى عام 2016، وفحصا تأثير 3 معايير قياسية للتشابه الثقافي بين الناخب واللاعب، هي:
– المسافة الثقافية، والتي تعكس أوجه التشابه في اللغة والعِرق والدين والشبكة الاجتماعية والمعايير الاجتماعية.
– التجمعات الثقافية، القائمة على أساس العِرق والدين واللغة والقرب الجغرافي والتراث الاستعماري.
– الروح الجماعية: أي درجة شعور أعضاء المجموعة بالولاء والمسؤولية تجاه بعضهم البعض.
واقترح تحليل بيانات التصويت أن كل مقاييس التشابه الثقافي الثلاثة تؤثر فعلاً في التصويت لجائزة أفضل لاعب، يختاره “الفيفا”.
وأثبت البحث مجدداً أن عدة عوامل داخل المجموعة، مثل الجنسية المشتركة أو الانتماء إلى الدوري المحلي نفسه، تؤثّر في التصويت.
وأظهرت الدراسة تحيزاً أقل إلى الأصوات لدى الأشخاص الذين يأتون من بلدان ذات تنوع أكبر في العِرق واللغة والدين. علاوة على ذلك، بدا أن قادة الفِرَق أكثر تحيزاً من المدرّبين، بينما تبيّن أن الإعلاميين هم الأقل تحيزاً بين الذين يشاركون في التصويت.
وبناءً على هذه النتائج، اقترح الباحثان حلولاً متعدّدة لتقليل التحيز في جوائز “الفيفا”، كوضع معايير أوضح للناخبين، والإعلان بشأن التحيُّزات غير الملائمة والتكيّف معها.