تكثُر المباريات الودية والاستعدادية للموسم الجديد في كرة القدم حالياً. وإذا ما قلنا مباريات ودية واستعدادية قبل انطلاق الموسم فهذا يعني أن تتصف باللعب النظيف والأخلاق الرياضية وحتى إنها لا تخلو من مزاح بين اللاعبين بين الشوطَين أو بعد انتهائها، وهي أيضاً استعدادية أي إن عنوانها هو استعداد اللاعبين فنياً وبدنياً ومنح الاعبين الجدد الفرصة للعب.
لكن هذا ما لم تكن عليه الحال قبل أيام قليلة في مباراة ودية بين فريقَي ولفرهامبتون الإنكليزي وليفانتي الإسباني فلم تعد المباراة ودية وتلقى 4 لاعبين بطاقات حمراً فاقت عدد الأهداف في المباراة التي فاز فيها ليفانتي بهدفَين مقابل هدف.
هذه المباراة الودية أو الأصح غير الودية لم تكن الأولى في نوعها، إذ على سبيل المثال في عام 2016 مُنحت في مباراة ودية بين الغريمَين في الأرجنتين ريفر بلايت وبوكا جونيورز 5 بطاقات حمر ،على الرغم من أنه كان على الفريقَين أن يُظهروا صورة أخرى لمباراة “الكلاسيكو” الشهيرة بينهما غير الصورة التنافسية الحادة المعتادة في المباريات الرسمية بينهما.
هذه أمثلة على مباريات ودية شهدت عدداً كبيراً من البطاقات الحمر، وبالتأكيد فإن العدد يصبح أكثر عندما يكون التنافس والتحدي قويين في المباريات الرسمية خصوصاً في ملاعب أميركا الجنوبية حيث الخشونة الزائدة، وبعض المباريات تتحوّل إلى “حلبات ملاكمة”، إذ تاريخياً فإن أكثر مباراة شهدت بطاقات حمر كانت في الدرجة الرابعة الأرجنتينية عام 2011 بين فريقَي كلايبول وفيكتوريانو بـ36 بطاقة حمراء، وكذلك المباراة بين فريقَي تينيينتي وليبيرتاد في الباراغواي عام 2012 بـ36 بطاقة حمراء أيضاً.
اللعب النظيف والأخلاق الرياضية
ما يجدر قوله أن اللعب النظيف والأخلاق الرياضية يجب أن يكونا العنوان الأبرز في أي مباراة، وديةً كانت أم رسمية. وهذا أمر لا تخلو منه الكرة ونجده، على سبيل المثال، لدى لاعبين يشكّلون نموذجاً إذ لم ينالوا أي بطاقة حمراء طوال مشوارهم في الملاعب، على الرغم من كثرة المباريات وقوة المنافسة والتحدي للفوز وحصد الألقاب.
الحديث هنا هو عن لاعبين أمثال النجمَين الحاليين: الفرنسي كريم بنزيما، والإسباني أندريس إينييستا، اللذين لم ينالا حتى الآن أي بطاقة حمراء، وعن نجمَين سابقين هما: الإسباني راوول غونزاليس، والألماني فيليب لام، اللذين لم ينالا أيضاً أي بطاقة حمراء؛ إذ إنّ راوول خاض 916 مباراة في صفوف ريال مدريد و102 مباراة في صفوف منتخب إسبانيا، ولام 652 مباراة في صفوف شتوتغارت وبايرن ميونيخ و113 مباراة في صفوف منتخب ألمانيا من دون أي بطاقة حمراء.
شكْل آخر للعب النظيف والأخلاق الرياضية، نجده في تصرفات اللاعبين في الملعب، كما فعل على سبيل المثال النجم الألماني السابق ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي في كأس العالم، عندما سجّل في إحدى المباريات مع فريقه السابق لاتسيو هدفاً في الدوري الإيطالي، ثم ما كان منه إلا أن قال لحكم المباراة إن الهدف غير صحيح، فقام الحكم بإلغائه، ما جعل كلوزه يحظى بإطراء الجميع.
هكذا يجب أن تكون كلّ مباريات كرة القدم. الفوز مهم، لكنّ اللعب النظيف والأخلاق الرياضية هما الأهم.