افتُتح في كان أوّل من أمس السبت معرض في ذكرى ثلاثة أو أربعة آلاف جزائري تم نفيهم إلى قلعة فور رويال في جزيرة سانت مارغريت التي تقع قبالة سواحل المدينة الفرنسية، خلال غزو الجزائر في القرن التاسع عشر.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن كريستوف روستان دولاتور، المشرف على المعرض، “إنها إعادة اكتشاف لتاريخ ضائع لجيلين”.
وبحسب ما أوردته الوكالة، فإن معرض متحف “ماسك دو فير إي دو فور رويال” (متحف قناع الحديد والحصن الملكي) الذي يستمر حتى 29 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، “يروي الحياة اليومية لهؤلاء السجناء في الجزيرة التي يبلغ طولها بضع مئات من الأمتار، عبر عدد كبير من الوثائق التاريخية ولوحات من ذلك العصر وصور فوتوغرافية”.
وحضر افتتاح المعرض عدد من أعضاء “اتحاد جمعيات الحركيين في منطقة الألب – ماريتيم”.
وأمضت المؤرخة أنيسة بو عيد عاماً كاملاً في البحث في 15 صندوقاً ضخماً من المحفوظات، لوضع لائحة بأسماء 274 جزائرياً ماتوا ودُفنوا في الجزيرة.
وقالت: “إنها حالة من نقطة في التاريخ الجزئي تجعل من الممكن مقاربة التاريخ نفسه انطلاقاً من مكان ما”، مضيفة “من خلال هذه الوثائق التي جاءت من الجيش الفرنسي مع رسائل سجناء وتقارير أطباء وأخرى تسرد حالات هروب، يمكننا أن نعرف الفئات الاجتماعية التي جلبت إلى هنا وفي أي ظروف”.
و”بمعزل عن العمل التاريخي”، أشارت بوعيد إلى أهمية ذكر أسماء المتوفين الـ274 عبر تسجيل يُبثّ أثناء الزيارة “من أجل قضية إنسانية”.
وخلال افتتاح المعرض، قال رئيس بلدية كان دافيد لينار “إنه مشروع بدأناه قبل 5 سنوات وأبقيناه سراً حتى الآن لأسباب واضحة تتعلق بحساسية الذاكرة”. وهو ينوي بعد هذا المعرض التكريمي إبراز مقبرة المسلمين في الجزيرة، بمجرد الحصول على موافقة إدارات الدولة.
وأضاف لينار “في الوقت نفسه حصلنا على موافقة مبدئية من السلطات الجزائرية لإعادة تأهيل مقبرة مسيحية في الجزائر”، معتبراً أن “قول الأشياء هو أفضل وسيلة لتخفيف وطأتها”.