الرباط – تشهد كلية كلود مونيه الفرنسية بمدينة المحمدية المغربية جدلا كبيرا، بعد مطالبة أولياء التلاميذ باستقالة مدير المدرسة وفريقه الإداري، بعد سلسلة من الأحداث المهينة والتعنيفية التي تكشفت خلال اجتماع مدرسي عقد مؤخرا.
عقدت كلية كلود مونيه الفرنسية اجتماعها السنوي بين أولياء الأمور والمعلمين وإدارة المدرسة مساء يوم 21 سبتمبر. تقليديا، يمثل هذا الاجتماع فرصة للمعلمين لمناقشة منهجيات التدريس والمناهج، بينما تحدد إدارة المدرسة سياساتها.
ومع ذلك، اتخذ اجتماع هذا العام منعطفًا غير متوقع عندما أثار الآباء مرارًا وتكرارًا مخاوفهم بشأن جداول الصفوف الجديدة، والتي شعروا أنها مرهقة للغاية لأطفالهم، خاصة في فترة ما بعد الظهر. وقد زادت تعقيد الجداول الزمنية بسبب التغييرات المتكررة التي أثرت على العديد من الطلاب عبر مستويات الصف المختلفة.
وروى أحد أولياء الأمور الذين حضروا اجتماع 21 سبتمبر/أيلول الحادثة التي عمقت إحباط أولياء الأمور: “سأل العديد من الآباء نفس السؤال حول جداول أطفالهم، التي كانت تعتبر ثقيلة للغاية، خاصة في ظل استراحة منتصف النهار القصيرة. لكن مدير المدرسة رد بالرفض، رافضًا معالجة مخاوفنا.
اقرأ أيضًا: طرد معلم بعد الإبلاغ عن اعتداء جنسي على قاصر بمدرسة ليسيه ديكارت بالرباط
وتصاعدت حدة التوتر عندما تجرأ أحد الوالدين على تكرار السؤال، مما دفع مدير المدرسة إلى أمرهم بالتزام الصمت، وهو الإجراء الذي صدم الحاضرين وروعهم.
وتفاقم الوضع في اليوم التالي عندما وصل أولياء الأمور خلال استراحة منتصف النهار لاصطحاب أطفالهم، وفوجئوا عندما اكتشفوا أن الطلاب قد أجبروا على الجلوس على أرضية الفناء تحت المطر الغزير لمدة ساعة كاملة. ولم يُسمح للطلاب بالتحرك، مما زاد من إذلالهم.
هذا العقاب الجماعي، الذي أقرته هيئة التدريس والإدارة بالمدرسة على ما يبدو، اعتبره أولياء الأمور بمثابة استجابة غير متناسبة لمخاوفهم المشروعة. وأصدر اتحاد مجلس أولياء الأمور بيانا أدان فيه الحادث ووصفه بأنه “غير مسبوق” واتهم إدارة المدرسة بإساءة استخدام سلطتها.
نظم أولياء الأمور الغاضبون اعتصامًا احتجاجيًا أمام المدرسة واستمروا في التظاهر للفت الانتباه إلى المعاملة غير العادلة لأطفالهم. كما تواصلوا مع مختلف السلطات، بما في ذلك سفير فرنسا في المغرب والسلطات المغربية، مطالبين إياها بالتدخل فيما أسموه “إساءة استخدام السلطة”.
رفض مدير المدرسة في البداية مقابلة أولياء الأمور، لكنه وافق في النهاية على لقاء ممثلي جمعيات أولياء الأمور. وحمل في هذا اللقاء المعلمين المسؤولية، مدعيا أن ممارستهم لحقهم في الانسحاب كانت السبب في الإجراءات العقابية المتخذة بحق الطلاب.
ردًا على تصاعد الغضب والاستياء العام، أصدر مدير المدرسة، توني مايسترمان، في 25 سبتمبر/أيلول ما بدا أنه رسالة توضيح واعتذار.
لكن هذه الخطوة فشلت في استرضاء الوالدين. ولا يزال الوضع متوتراً، حيث يطالب الآباء بالمساءلة والعدالة لأطفالهم.
وعلى وجه الخصوص، يطالب أولياء الأمور باستقالة مدير المدرسة وفريقه، ويراقب المجتمع الأوسع بقلق معاملة الطلاب في المدرسة.