أدلت فيرونيك جاكييه، المعلقة على قناة سي نيوز التلفزيونية في فرنسا ، بتصريح مذهل أثناء مناقشة حول خطة المارشال الأفريقية التي طرحها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ـ وهو الموضوع الذي يشكل في حد ذاته ثقلاً سياسياً عظيماً مثيراً للجدال.
وسرعان ما اكتسبت ملاحظة جاكييه الجريئة زخمًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار إدانة واسعة النطاق وأثار الغضب.
وقد فاجأ بيانها “إعادة استعمار أفريقيا” زميلها المعلق باسكال براود، مما استلزم تدخله الفوري أثناء البث المباشر. أثارت هذه الحادثة جدلاً ساخنًا عبر الإنترنت، وجذبت تعليقات من مصادر غير متوقعة، بما في ذلك مغني الراب روف.
رداً على الحادث، سخر مغني الراب من تصريح جاكييه وأشار بطريقة فكاهية إلى أنها تستحق التقدير على جرأتها. ومع ذلك، لم يتوقف روف عند الفكاهة، بل حول انتباهه إلى القضية الأوسع المتعلقة بمسؤولية وسائل الإعلام.
وحذر من وصف القنوات التلفزيونية بأنها عنصرية، وحث هيئة تنظيم وسائل الإعلام الفرنسية CSA على اتخاذ موقف أكثر استباقية في مراقبة مثل هذه القضايا ومعالجتها. يمتد نقد روف إلى ما هو أبعد من هذا الحادث الفردي، حيث سبق له أن ربط المحتوى الإعلامي بارتفاع العنف وتهريب المخدرات في أعقاب حادث إطلاق النار المأساوي في نيم في أغسطس.
وسط هذه الخلفية من الخلاف، أضاف الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب طبقة أخرى من التعقيد إلى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
في تقرير حول الزلزال المدمر الذي ضرب وسط المغرب يوم الجمعة الماضي، أثارت قناة تي إف 1 الفرنسية سؤالا حول ما إذا كان المغرب يستطيع التعافي دون مساعدة فرنسية.
وشددت فريدة العمراني، النائبة عن حزب فرنسا الأبوية اليساري، على أهمية احترام قرارات المغرب مع الدعوة إلى التنسيق لمنع الاختناقات الإنسانية المحتملة. وتؤكد تعليقاتها على الحاجة إلى الدبلوماسية والوحدة في أوقات الشدة.
لقد أصبح الجدل الدائر حول تصريح جاكييه، بشكل غير متوقع، بمثابة خلفية لهذه التوترات الدبلوماسية. وفي حين تظل الاستجابة للزلزال رمزا للتعاون الدولي والوحدة في أوقات الأزمات، فإنها تؤكد أيضا على التحديات العميقة التي تنشأ عندما تتقاطع العلاقات الدبلوماسية مع الضرورات الإنسانية على الساحة العالمية.
وفي المغرب، لا بد أن يُنظر إلى تعليقات جاكييه على أنها مثال على انزعاج الطبقة السياسية والإعلامية في فرنسا من إصرار المغرب على الساحة العالمية، وخاصة استعداد المملكة الواضح لتخليص نفسها من إرث الاستعمار.