ذكرت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية، اليوم الإثنين، أنّ الاستجابة الأوروبية لقطع الغاز الروسي هذا الشتاء تستند إلى عدة ركائز.
وفصّلت المجلة الركائز الـ 4، وهي: تعزيز مستويات تخزين الغاز، تنويع مصادر الطاقة، تشجيع خفض الطلب، بالإضافة إلى التقنين.
تعزيز مستويات تخزين الغاز
في عام 2021 الماضي، ظلّت صهاريج تخزين الغاز الأوروبية عند المستويات المنخفضة بصورة غير مستقرة، لكن الطقس المعتدل أنقذ أوروبا. أمّا في هذا العام، فأقرّ الاتحاد الأوروبي خطّته التي تهدف إلى تعبئة ما لا يقلّ عن 80% من الصهاريج بحلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وسترتفع إلى 90% في الأعوام المقبلة.
وأشارت المجلة إلى أنّ “النبأ السارّ هو أنّ خزانات الاتحاد الأوروبي ممتلئة الآن بنسبة 60% تقريباً، لكن لم تقم كل الدول بتخزين الغاز على قدم المساواة”، مضيفةً أنّ “أولئك الذين وصلوا إلى نسبة 50% أو أقل اليوم (بلغاريا ورومانيا والمجر) سيعانون بشدّة في حالة الانقطاع، وسيعانون جميعاً إذا كان الشتاء بارداً على نحو غير طبيعي”.
ودعت وكالة الطاقة الدولية، في وقتٍ سابق، دول الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لخفض استهلاك الغاز بنسبة 30%، خلال فصل الشتاء، وسط أزمة نقص إمدادات من روسيا.
تنويع مصادر الطاقة
وقالت المجلة إنّ الأسعار الأوروبية المرتفعة جذبت الناقلات من أجل الابتعاد عن آسيا. ومع ذلك، لم يعد هناك ما يكفي الآن لتغطية قَطع روسي كامل. وفي الوقت نفسه، لا يمكن للغاز الطبيعي المسال الوصول إلى ألمانيا مباشرةً لأنّه لا يوجد لديها مرافق إعادة تحويل الغاز.
وتتابع المجلة أنّ “من المفارقات، في الأشهر الـ3 التي تلت العملية العسكرية الروسية، أنّ نحو 15% من الغاز الطبيعي المُسال، الذي دخل أوروبا ليحل محل الغاز الروسي عبر الأنابيب، جاء أيضاً من روسيا.
تشجيع خفض الطلب والتقنين
ولفتت المجلة إلى أنّ أسعار الغاز المرتفعة أدّت فعلاً إلى خفض بعض الطلب عليه. ويقدَّر أنّ الاستهلاك الصناعي في أوروبا انخفض بمقدار 20 مليار متر مكعب في الأشهر القليلة الماضية.
ويُعتقد أنّ الصناعة الألمانية، التي تعتمد على الغاز الرخيص، والذي يشكّل 37% من إجمالي استخدام البلاد، ستتضرر بشدّة.
وأوضحت “ذي إيكونوميست” البريطانية أنّ ألمانيا تتحدث بصراحة عن هذا الاحتمال المخيف، لكن أغلبية الدول تتجنبه.
وتقوم المفوضية الآن بإعداد “إطار عمل لإدارة الأزمات”. وتوجد فعلاً خططٌ لمساعدة الجيران في حالات الطوارئ القصيرة، لكن ليس من أجل خطة يمكن أن تكون على مستوى المنطقة وتستمر أشهراً. ومن بين المقترحات أن تقوم اللجنة بتنسيق تخفيضات الطلب على الغاز في جميع الدول الأعضاء.
وأفادت المجلة بأنّ “الدول المتعددة لديها أولويات متعددة، فقد يرفض المرء إرسال غازه لمساعدة جاره على تلبية الاحتياجات التي لا يعدّها ملحة”. ويقول أحد المطلعين إنه من دون مخطط منسق، “سيكون لدينا توقف كامل لسوق واحدة في غضون بضعة أشهر”.
وتختم المجلة تقريرها، بقولها: “بالطبع يمكنك البقاء في قيد الحياة”، لكن السؤال هو كيف، وبأي تكلفة؟