لا يزال الخلاف الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب يلقي بظلاله على أسواق الطاقة، خاصة تدفقات غاز النفط المسال، والغاز الطبيعي المسال، الذي كانت الرباط أحد وجهات الجزائر الرئيسة إلى الأسواق العالمية.
وأدى الانهيار الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب إلى تعطيل التدفقات التجارية التقليدية لغاز النفط المسال، إذ تتطلع الرباط غربًا لتأمين احتياجاتها من المنتج، في حين يتركز اهتمام الجزائر نحو الشرق لإيجاد أسواق بديلة.
يعد المغرب من أكبر مستهلكي غاز النفط المسال (البيوتان) في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يستخدم على نطاق واسع للتدفئة المنزلية والطهي، في حين تعد الجزائر المجاورة موردا رئيسا للمنطقة.
الشحنات الجزائرية
شحنت الجزائر غاز النفط المسال إلى المغرب حتى نهاية عام 2021 للوفاء بالالتزامات التعاقدية المتفق عليها، لكن من غير المؤكد ما إذا كان سيتم تجديد العقود في عام 2022.
تظهر بيانات الجمارك أن المغرب تسلم 1.03 مليون طن من غاز النفط المسال الجزائري العام الماضي، وهو ثابت إلى حد كبير مقارنة بعام 2020 و17% أعلى من عام 2019، إلا أنه أقل من مليوني طن التي سجلتها أرقام عام 2015.
وصلت آخر شحنة جزائرية إلى المغرب في 16 ديسمبر/كانون الأول، حسبما ذكرت وكالة آرغوس ميديا.
أسواق جديدة
كان المدير العام لشركة النفط والغاز الجزائرية سوناطراك توفيق حكار، قد كشف قبل أيام تفاصيل تواصل الإمدادات بين المغرب والجزائر رغم الإعلان الرسمي عن قطع العلاقات بين البلدين، وقطع ضخ الغاز الجزائري عبر خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا بداية من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال حكار في تصريحات تليفزيونية: إن “الأمر يتعلق بكميات صغيرة من غاز البروبان والبوتان نُقِلَت في إطار عقود سابقة مع العملاء المغربيين”، مؤكدا انتهاء العقود بنهاية 2021 ولم يتم تجديدها امتثالًا للقرارات السيادية للجزائر.
وأشار إلى توجيه الكميات التي كانت بالأساس موجهة للسوق المغربية إلى أسواق متوسطية أخرى، موضحًا أن خبرة سوناطراك في هذا المجال مكّنتها من إيجاد أسواق جديدة في مدة وجيزة.
صادرات 2022
صدرت الجزائر 266 ألف طن من غاز النفط المسال في أول 13 يومًا من الشهر الجاري، ولم يكن أي منها موجهًا إلى المغرب؛ وخلال نفس الفترة من عام 2021 ، ذهب 6800 طن، أو 3.5% من الصادرات الجزائرية إلى المغرب، وفقًا لبيانات فورتكسا.
من المرجح أن يجد بعض الغاز المسال الجزائري النازح من المغرب موطنًا له في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ أنه حتى الآن هذا العام، أرسلت الجزائر 40 ألف طن إلى سريلانكا، أو 20% من إجمالي صادراتها.
واردات المغرب
في المقابل من المرجح أن يقوم المغرب بتنويع وارداته، إذ شحنت إسبانيا والمملكة المتحدة والنرويج مجتمعة 11 ألف طن إلى المغرب في أول 13 يومًا من شهر يناير/كانون الثاني ، وفقًا لشركة فورتكسا.
تعد الولايات المتحدة الآن أكبر مورد لغاز النفط المسال إلى المغرب، إذ تظهر أرقام الجمارك أن 2.19 مليون طن من الغاز المسال المستورد المغربي نشأ في الولايات المتحدة العام الماضي، أي ما يعادل 46% من الإجمالي، مقارنة بـ 700 طن، أو 15٪ فقط، في عام 2015.
وكالات