أعلنت وزيرة الداخلية الصهيونية أيليت شاكيد، دعم تل أبيب لـ”مزاعم سيادة المغرب على إقليم الصحراء”، في الوقت الذي تشارك فيه قوات من جيش الاحتلال في مناورة “الأسد الإفريقي” بالمملك المغربية، بمشاركة تونسية، وهو الأمر الذي يثير الريبة جراء تواجد جيش الجارة الشرقية إلى جانب جيش العدو الصهيوني.
أجرت وزيرة الداخلية الصهيونية زيارة للمغرب، بعد الزيارات التي قادت كل من وزير الخارجية والدفاع، وفضحت الزيارة الصفقة الرخيصة التي عقدها المخزن مع الكيان الصهيوني، وثمنها اعتراف هذا الأخير بـ”مغربية الصحراء”، مقابل التطبيع.
وقالت المسؤولة الصهيونية في لقاء جمعها، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، إن المباحثات مع بوريطة “تناولت كذلك العلاقات الثنائية الوثيقة والمشاريع المشتركة التي سينجزها البلدان”.
وقبل ذلك التقى وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، مع نظيرته الصهيونية أيليت شاكيد، وبحثا تطوير آليات التشاور بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي 10 ديسمبر 2020، أعلنت دولة الاحتلال والمغرب، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000، وسط رفض من هيئات وأحزاب مغربية.
وفي 22 من الشهر ذاته، وقّعت الحكومة المغربية “إعلانا مشتركا” مع دولة الاحتلال والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي صهيوني أمريكي للعاصمة الرباط.
في سياق قريب، انطلقت مناورات “الأسد الإفريقي 2022″، بمشاركة 10 بلدان من القارة وخارجها و20 ملاحظا عسكريا، وتستمر المناورات حتى نهاية الشهر الجاري.
وحضر ممثلو الدول المشاركة من دون أن تكشف السلطات المغربية عن الدول المشاركة، إيجازا حول الأنشطة المختلفة المبرمجة في هذه النسخة، ومنها تمرين القيادة العليا، والتمارين التكتيكية البرية والبحرية والجوية والمشتركة، ليلا ونهارا، وعمليات القوات الخاصة، لكن اللافت التأكيدات بمشاركة الجيش التونسي في المناورة إلى جانب الجيش الصهيوني، “الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة مع تسريبات تفيد بوجود مساع خفية من الجارة الشرقية لتطبيع العلاقة مع الصهاينة رغم النفي الرسمي الذي صدر من الخارجية التونسية قبل أيام”.
وما يزيد من حالة التوجس من السياسة الخارجية التونسية في إمكانية توجهها نحو التطبيع، صدور اتهامات من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، الذي قال إن هنالك “لوبيات صهيونية تحاول محاصرة الجزائر بجرّ تونس نحو التطبيع معها بعد المغرب”. وقال الطبوبي، في كلمة افتتاحية للمؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بولاية القيروان، إن “الحملات في شبكات التواصل الاجتماعي تقودها روبوتات إلكترونية من اللوبي الصهيوني ومخابرات أجنبية لمسألة جيوسياسية ولعبة محاور إقليمية تهدف إلى إخضاع تونس للتطبيع من أجل محاصرة الجزائر”، وذلك حسب قناة “نسمة” التونسية.
وأصدرت وزارة الخارجية التونسية، بيانا، الخميس الماضي، ردت فيه على تقارير وجود مساع للتطبيع بين تونس ودولة الاحتلال، قالت فيه “تشير الوزارة إلى أن هذه المواقع قد دأبت على نشر هذه الإشاعات في محاولات متكررة للمس بصورة بلادنا وموقفها الثابت الداعم للحق الفلسطيني غير القابل للتصرف والسقوط بالتقادم”.
وزعمت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، بوجود اتصالات دبلوماسية بين تل أبيب وتونس بشأن تقارب محتمل بينهما، وادعت الصحيفة أن “المعارضة التونسية ترفض هذه الخطوة الرسمية، في وقت تحاول فيه دولة الجزائر المجاورة إحباط أو إفشال هذه الخطوة التونسية”.
الشروق