جهود كبيرة تبذلها قوى الاستكبار الصهيوني لتفكيك المسلمين وتشتيتهم وإضعافهم، وهذه الجهود والمساعي منذ احتلال أرض فلسطين وتشريد الفلسطينيين، هذا الظلم لم ينتهي منذ حرب كربلاء في يوم عاشوراء، يوم استشهاد سيد الشهداء (ع)، يوم إسالة الدماء الزكية في أرض كربلاء.
كل المذاهب الإسلامية تحب أهل البيت (ع)، وتحترم قدسية الإمام الحسين (ع) وتقدس دماءه الزكية التي سالت لنصرة الدين الحنيف، وتوحيد المسلمين وعزتهم وكرامتهم.
تستضيف مدينة كربلاء العراقية اعتبارا من الإثنين الدورة الأولى من مؤتمر “نداء الأقصى الدولي”، تحت عنوان “مبادئ النهضة الحسينية ودورها في تحرير القدس وثورة الشعب الفلسطيني”، وذلك توازيا مع فعاليات ذكرى أربعينية الحسين.
وبحسب الجهة المنظمة، فإن المؤتمر جاء انطلاقاً من معطيات عدّة، “أبرزها أهمية التعاون والتضامن الدولييْن بين المؤمنين بالقضية الفلسطينية من أجل تحقيق مبادئ العدالة ومساندة الشعوب المظلومة، وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لأبشع أشكال الظلم واستلاب الحقوق، إلى جانب اعتبار ما تمثله ثورة الإمام الحسين وشهادته من نموذج رائد في الدفاع عن الحق والخير وبذل التضحيات في سبيل الإصلاح والانتصار لحقوق المستضعفين”.
ويهدف هذا المؤتمر إلى “طرح القضية الفلسطينية ومبادئ النهضة الحسينية، باعتبارها نقاط «وحدة والتقاء بين جميع الناس من كلّ جنس وبلد ودين”، نظرا لعدد الزوار الكبير.
ويجري الحدث بالتعاون بين عدد من الجهات والمؤسسات، من بينها الأمانة العامة للعتبة الحسينية ودار الإفتاء العراقية و”الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين”.
يتضمن جدول أعماله أربعة محاور منوّعة، هي: مبادئ النهضة الحسينية والقضية الفلسطينية، وشهادات من الواقع الفلسطيني، والدور التاريخي للشعب العراقي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والخطاب الفكري والثقافي وقضية فلسطين.
كذلك، يسلّط الحدث الضوء على السبل العملية للتصدي لمشروع التطبيع على المستوى الفكري والثقافي، وتحديد طرق الإفادة من المناسبات الدينية والجماهيرية (ومنها زيارة الأربعين) لتعزيز الترابط والتضامن بين “أحرار العالم وخدمة القضية الفلسطينية والقضايا العادلة”.
ويشارك في المؤتمر 250 شخصية علمية وفكرية وثقافية من 60 دولة حول العالم، من ضمنهم توشار حفيد المهاتما غاندي، ومانديلا حفيد نيلسون مانديلا، فضلا عن بعض الشخصيات العراقية
كما سيشارك في افتتاح المؤتمر مباشرة من القدس المحتلة مفتي فلسطين الشيخ محمد أحمد حسين، ورئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطالله حنّا.
ونقل عن أمين سر “الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين” وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر، عبد الملك سكريّة، قوله إن “الحدث غير المسبوق يأتي تأكيداً لوحدة المسلمين ولأن قضية الحسين تخص الشيعة كما السنّة، ومن أجل قطع الطريق على العدو الأمريكي الصهيوني الذي يعمل ليلا نهارا على إشعال الفتنة السنية ــ الشيعية”.