عادت قضية قتل الشاب جمال بن إسماعيل حرقا في الجزائر إلى الواجهة، بعد فيديوهات عثر عليها في هاتفه تكشف “سر الجريمة”، وفقا لموقع “النهار”.
وقتل جمال بن إسماعيل (37 عاما) في أغسطس 2021 في ولاية تيزي وزو، من قبل”مجموعة من الأشخاص قامت بإزهاق روحه والتنكيل بجثته حرقا وبتر بعض أعضائها”.
وكان بن إسماعيل قد ذهب للمساعدة في إطفاء الحرائق التي شهدتها المنطقة حينها، قبل أن تعتدي عليه حشود غاضبة في إحدى قرى الولاية متهمين إياه بالمشاركة في افتعال تلك الحرائق.
وذكر الموقع أن “التحقيقات الأمنية والقضائية (…) كشفت عن وقائع خطيرة وخبايا عديدة فكت لغز الجريمة (…) وتبين أن الجريمة حصلت بالتنسيق مع بعض المتهمين الموقوفين، الذين اعترفوا بانتمائهم للحركة الإرهابية الانفصالية (ماك)”.
وقال إن بن إسماعيل “قام بتصوير عناصر من الماك لدى اعتدائهم على سيارة ونزع لوحات ترقيمها ثم تحطيمها (…) ليتوافق ذلك مع ما قاله أحد المشتبه فيهم بأن هناك أشخاصا على متن سيارة من دون ترقيم يقومون بإضرام النيران عمدا في المنطقة”.
وتم استرجاع “27 مقطع فيديو” من هاتف الضحية، قام “بتسجيلها لتوثيق مساره ابتداء من خروجه من مقر إقامته (…) بقصد المشاركة في مساعدة سكان منطقة تيزي وزو في إخماد الحرائق”.
ولفت الموقع إلى أن “أحد عناصر الماك تفطن لتواجد جمال وقيامه بالتصوير فحرض الحشود الغاضبة عليه واتهمه بالتورط في الحرائق”.
وفي 24 يونيو الماضي، أحالت غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة الجزائرية، قضية حرق وقتل والتنكيل بجثة جمال بن إسماعيل، إلى محكمة الجنايات الابتدائية.
وكان من المقرر حينها أن يمثل أمام هيئة المحكمة نحو 300 متهم، منهم من يتواجد بالسجن لمواجهة تهم تتعلق “بجناية القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية” عن طريق بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو من انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص.
وكان النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة، سيد أحمد مراد، قد ذكر أن التحقيقات قادت إلى أن كل المعطيات تثبت أن النيران التي اندلعت في ولاية تيزي وزو وبقية الولايات في المنطقة كانت “بفعل فاعل، وبتدبير مسبق”، على حد قوله، مضيفا أن جمال بن إسماعيل كان من ضمن المتطوعين الذين هبوا لتقديم المساعدة لسكان المنطقة.
وكانت حركة استقلال منطقة القبائل المعارضة، “الماك” قد نفت في أغسطس 2021 أي مسؤولية لها في الحادث، معتبرة أنّ هناك يدا للسلطات في ما حصل.
وكان أكسل أمزيان، الناطق باسم بـ”ماك” قد قال حينها لوكالة فرانس برس: “نطالب بتحقيق دولي حول الشاب الذي قتل حرقا (جمال بن إسماعيل) وحول الحرائق” التي اجتاحت منطقة القبائل.
وأنشئت منظمة “ماك” التي تتخذ من باريس مقرّا، عقب “ربيع القبائل” في العام 2001، وهي منظمة غير قانونية في الجزائر التي صنفتها على أنها “إرهابية” في 18 مايو.