واجه الرئيس الفرنسي اتهامات بأنه “أذلّ” فرنسا عندما قطع جولة له في مدينة وهران الجزائرية بمواجهة جمهور معاد، بحجة أنه مهتم فقط بغاز البلاد الطبيعي.
وقدم ماكرون زيارته إلى الجزائر على أنها محاولة للبحث وتسهيل التعاون في حل المشاكل مثل الهجرة ومحاربة الإرهاب. ورفض ماكرون كل الاتهامات الموجهة إليه بأن هدفه الرئيس هو تأمين وصول الغاز الجزائري، واعتبر ذلك كلاما “فارغا”.
وفي تقرير نشرته صحيفة “التايمز” وأعده أدم سيج، قال إن نفي ماكرون قوّضه الكشف لاحقا عما جرى في المحادثات مع القادة الجزائريين من أجل زيارة إمدادات الغاز إلى فرنسا بنسبة 50% والتعويض عن خسارة الغاز الروسي.
وعقد ماكرون أثناء زيارته الجزائر اجتماعا مع الرئيس عبد المجيد تبون قبل أن يزور وهران، ثاني مدينة في البلاد، حيث التقى صاحب محل “ديسكو المغرب”، المختص بتسجيلات موسيقى الراي، ثم قام يوم السبت بجولة مرتجلة في شوارع العاصمة. وفي فيديو مدته 17 ثانية وضعه ماكرون على حسابه في تويتر، أظهر جموعا استقبلت الرئيس بحرارة وكانت تتدافع لمصافحته. إلا أن تقريرا أطول أعده الصحافي جيروم تروتين، مراسل إذاعة “أر أم سي” قدم صورة مختلفة، حيث بدا الجمهور عدوانيا. وقال أحدهم: “فرنسا تأكل بلدنا”، وأضاف آخر: “نحن ضد فرنسا لأنها أضرّت بنا كثيرا”، وقال ثالث: “ماكرون يريد شيئا واحدا: الغاز”.
وعندما بدأت الجماهير توجه الشتائم لماكرون، قام حرسه بتوجيهه سريعا نحو سيارته، مع أنه تجاهل الهتاف وبقي مبتسما ولوّح تاركا الجماهير وهي تهتف “واحد اثنين ثلاثة.. تحيا الجزائر”.
وقال إريك سيوتي (56 عاما) والمرشح المفضّل لأن يكون رئيسا لحزب الجمهوريين، يمين- وسط: “ياله من ذلّ لفرنسا”. وقال هناك “تناقض ظاهري” في موقف الجزائريين وتعبيرهم عن “الكراهية لفرنسا” في ظل “رغبتهم الجماعية للقدوم إلى هنا”. ومُنح حوالي 75.000 جزائري تأشيرات في آذار/ مارس لزيارة فرنسا.
وقالت جوردان بارديلا (26 عاما) التي تخوض سباقا لكي تحل محل زعيمة التجمع الوطني، مارين لوبان: ” تستطيع فرنسا مصالحة نفسها مع الجزائر وجعل نفسها محترمة، ليس من خلال تقديم الأعذار أو التسليم (للجزائر) كما فعل إيمانويل ماكرون”.
ورفض مكتب ماكرون الانتقادات ووصف الزيارة بأنها ناجحة، وأن الرئيس هو من قرر وقف الجولة وتجنب حوادث وجرحى، حيث كان الناس يتدافعون للتسليم عليه. وحاول الرئيس الفرنسي جهده لتصوير رحلته بأنها محاولة لبناء علاقات مع “الشباب الجزائري” وليس من أجل تأمين إمدادات الغاز الطبيعي.
وتوفر الجزائر نسبة 8.5% من احتياجات فرنسا من الغاز، وروسيا 17%. ولكن المتحدث باسم ماكرون أعلن بعد 24 ساعة من عودته إلى باريس عن بدء المفاوضات لزيادة إمدادات الغاز من الجزائر. ورفض تأكيد ما ورد في تقارير صحافية عن رغبة فرنسا بزيادة الإمدادات الجزائرية إلى 50%.
القدس العربي