علمت “النهار” من مصادر مطلعة، أن أولى طائرات مكافحة الحرائق، الروسية العملاقة، من طراز “بيليف بي إي 200″، ستتسلمها الجزائر في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وكانت الجزائر قد سلّمت طلبية لشركة “إيركوت” الروسية المصنعة لقاذفات المياه العملاقة. لمعالجة مشكل حاجتها لوسائل إطفاء جوية سريعة وفعّالة للحرائق. تصل إلى المناطق الوعرة التي يتعذر على شاحنات وأعوان الحماية المدنية الوصول إليها.
وكانت الجزائر قد تعاقدت في وقت سابق مع شركة إسبانية تسمى “بليزا”، وهي فرع للشركة المصنعة للطائرات “إير نوستروم”. لاقتناء طائرات من نوع “تروش 710 بي”، مختصة في مواجهة حرائق الغابات، غير أن تدهور العلاقة بين الجزائر والحكومة الإسبانية بقيادة رئيسها “بيدرو سانشيز”. بعد قيامه بالانقلاب على موقف بلاده من قضية الصحراء الغربية. وانخراطه في المساعي التوسعية لنظام “المخزن” المغربي بالمنطقة. ثم قرار الجزائر فرض عقوبات اقتصادية على إسبانيا، حال دون تنفيذ تلك الصفقة.
وبخلاف ما يعتقده كثير من الجزائريين، ويحاول تصويره بعض أبواق التحريض والتيئيس. فإن سوق الطائرات المخصصة لمواجهة الحرائق. تحكمها قواعد وإجراءات، مثل تلك التي تحكم في سوق الطائرات والبواخر المدنية والعسكرية.حيث أن عملية إيداع الطلبية لا يعني تسلم المطلوب في الحين. وكأن الأمر يتعلق بشراء سيارة أو شاحنة، بل إن إيداع الطلبية يعني الشروع في تصنيعها لفائدة الزبون. حسب العدد المطلوب والمميزات المرغوب فيها.
القوات الجوية تُقحم مروحيات “مي 26” العملاقة في عمليات إخماد النيران بعد إجراء تعديلات عليها
وساهمت سلسلة الحرائق الغابية التي ضربت كامل المعمورة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.حتى في مناطق الشمال، مثل بريطانيا وألمانيا، وجراء التقلبات التي يشهدها مناخ الكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحراري.في تأزيم وضعية سوق الطائرات، حيث طالت فترة اقتناء طائرات مخصصة لإخماد النيران، بسبب زيادة الطلب على العرض.
ولمواجهة ذلك الأمر، قامت القوات الجوية في الجيش، وبأوامر من القيادة السياسية والعسكرية العليا. بتخصيص مروحيات من طراز “مي 26” وتوجيهها لإطفاء حرائق الغابات، لتدعيم أسطول المروحيات التابع للحماية المدنية.
وقد جرى إدخال تعديلات على مروحيات “مي 26″، روسية الصنع، والتي تعدّ من أكبر المروحيات في العالم. حيث جرى تجهيزها بقِرب عملاقة محمولة جوا، تمكنها من التزوّد بالمياه من أي مكان أوموقع. سواء كان ثابتا أو متنقلا، كبيرا أو صغير الحجم.
وكانت الفرق الميدانية للحماية المدنية قد استفادت من مئات الآليات والمركبات المخصصة لمكافحة حرائق الغابات. غير أن بعض الحرائق التي تنشب في مواقع وعرة ومنحدرات لا تصل إليها المسالك الغابية. يساهم في تعقيد مأمورية رجال الحماية المدنية، ويفرض إقحام وسائل الإخماد الجوية.